وقرا عَلَيْهِ غَالب اعيان الْفُضَلَاء فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية وافتى مُدَّة طَوِيلَة بِدِمَشْق وَبنى الْمَسْجِد الْمَذْكُور ورتب فِيهِ مبرات ووقف عَلَيْهِ حوانيت بسوق الرصيف قرب الْمدرسَة الامينية احتكرها من وقف الْمدرسَة الْمَذْكُورَة وَكَانَت وِلَادَته ببوسنه سراي فِي صفر سنة تسع وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة وَتُوفِّي فِي صفر ايضا سنة تسع وَثَلَاثِينَ والف وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير بِالْقربِ من حَضْرَة بِلَال الحبشي رَضِي الله عَنهُ
جَامع الْحَشْر
تَحت القلعة من الْجَانِب الغربي وَكَانَ يُسمى بالحدر شمَالي دَار السَّعَادَة بناه ارغون شاه وَهُوَ جَامع قديم جدده سِنَان جاويش الينكجرية فِي سنة ثَمَان بعد الالف فجَاء على احسن تَرْتِيب قَتله الينكجرية سنة عشر بعد الالف
جَامع الْحَنَابِلَة
وَيُقَال لَهُ جَامع الْجَبَل وَالْجَامِع المظفري وَهُوَ بسفح قاسيون مَعْرُوف ومشهور شرع فِي بنائِهِ الشَّيْخ أَبُو عمر مُحَمَّد بن احْمَد بن قدامَة الْمَقْدِسِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة فأنفق عَلَيْهِ رجل يُقَال لَهُ الشَّيْخ ابو دَاوُد محَاسِن النامي الى ان بلغ الْبناء قامة فنفذ مَا كَانَ مَعَه ثمَّ ان الْملك المظفر كوكبوري صَاحب اريل بلغه ان الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق شرعوا فِي بِنَاء جَامع بسفح قاسيون فعجزوا عَن الْعَمَل فَأرْسل اليهم ثَلَاثَة الآف دِينَار اتابكية وامر بَان ينْفق عَلَيْهِ حَتَّى يتم وَمَا بَقِي يشترى بِهِ وقف وَيُوقف عَلَيْهِ فاتم ابو عمر بناءه وَجعل منبره ذَا ثَلَاث درج كدرج مِنْبَر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ ان المظفر أرسل ألف دِينَار لسياق اليه المَاء من قَرْيَة بَرزَة فَمَنعهُمْ الْملك الْمُعظم صَاحب دمشق وأعتذر بِأَن فِي طَرِيقه قبورا كَثِيرَة للْمُسلمين فَصنعَ لَهُ بِئْرا عَلَيْهِ مدَار ووقف عَلَيْهِ أوقافا تقوم بِهِ وَهُوَ بَاقٍ الى الْآن
الْملك المظفر كوكبوري
هُوَ أَبُو سعيد كوكبوري الامير زين الدّين عَليّ كوجك التركماني وَمعنى كوجك اللَّطِيف الْقدر ولي مظفر الدّين مملكة أربل بعد موت أَبِيه وَله أَربع عشرَة سنة