الْبَاب السَّابِع
فِي مدارس الطِّبّ
الْمدَارِس المختصة بِعلم الطِّبّ الْقَدِيمَة فِي دمشق كلهَا مندرسة وَلم يبْق لَهَا الْآن أثر وتبعها فن الطِّبّ فِي الأندراس حَتَّى صَار بيد الدجالين والممخرقين والعجائز والعطارين اللَّهُمَّ الا أفرادا كَانَ لَهُم بِهِ إِلْمَام الى أَن اشْتهر فِي زمننا اشتهارا كَبِيرا وَأخذ فِي الرقي وبنيت لأَجله الْمدَارِس وَنحن ذاكرون تراجم الْمدَارِس وَإِن كَانَت مندرسة ليعلم الْقَوْم مَا كَانَ عَلَيْهِ سلفهم من الاعتناء بِالْعلمِ وترقيه وبذل الْأَمْوَال فِيهِ وَبِه تَعَالَى العون
الْمدرسَة الدخوارية
كَانَت بالصاغة العتيقة قرب الخضراء بدرب العميد قبلي الْجَامِع الْأمَوِي قَالَ العلموي وبستان الدخوار عِنْد أَرَاضِي الْجَامِع الْأمَوِي من قصر اللباد شماليها وَحده شمالا نهر ثورا أهـ
تَرْجَمَة واقفها
قَالَ ابْن شقدة فِي منتخب شذرات الذَّهَب الْمُهَذّب الدخوار عبد الرَّحِيم بن عَليّ ابْن حَامِد الدِّمَشْقِي شيخ الطِّبّ وواقف الْمدرسَة الَّتِي بالصاغة العتيقة على الْأَطِبَّاء ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَأخذ عَن الْمُوفق ابْن مطران والرضي الرَّحبِي وَأخذ الْأَدَب عَن الْكِنْدِيّ وانتهت إِلَيْهِ معرفَة الطِّبّ وصنف التصانيف فِيهِ وحظي عِنْد الْمُلُوك وَلما تجَاوز سنّ الكهولة عرض لَهُ خرس حَتَّى بَقِي لَا يكَاد يفهم كَلَامه واجتهد فِي علاج نَفسه فَمَا أَفَادَ بل ولد لَهُ أمراضا وَكَانَ دخله فِي الشَّهْر مائَة وَخمسين دِينَارا وَله أقطاع تعدل سِتَّة آلَاف وَخَمْسمِائة دِينَار وَلما ثقل لِسَانه كَانَ الْجَمَاعَة يبحثون بَين يَدَيْهِ فَيكْتب لَهُم مَا أشكل عَلَيْهِم فِي اللَّوْح وَاسْتعْمل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute