للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

جِدَار آخر بالجهة القبية مثله وَتَحْته بركَة مَاء تُشِير أَيْضا إِلَى أَن هُنَالك كَانَ مدرسة فَلَعَلَّ هَذِه إِحْدَى المدرستين العذراوية أَو الصارمية وَالله اعْلَم

وَقد درس بالصارمية نجم الدّين ابْن الْحَنْبَلِيّ ثمَّ وَلَده ثمَّ تَاج الدّين ابْن الفركاح ثمَّ بعده خَمْسَة عشر مدرسا إِلَى بدر الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة ثمَّ زين الدّين عبد الْقَادِر ثمَّ جماعات وَمِمَّنْ درس بهَا الوَاسِطِيّ وَهُوَ السَّيِّد الشريف شمس الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله الْحُسَيْنِي الوَاسِطِيّ ولد سنة سبع عشرَة وَسَبْعمائة واشتغل بِالْعلمِ حَتَّى برع فِيهِ وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ الْحسن وَألف كتبا مِنْهَا مجمع الأحباب وَهُوَ مُخْتَصر الْحِلْية لأبي نعيم فِي مجلدات وَله تَفْسِير كَبِير وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي ثَلَاث مجلدات وَقد اكثر فِي النَّقْل فِيهِ عَن الْأَصْفَهَانِي وَعَن القَاضِي تَاج الدّين وَله كتاب فِي أصُول الْفِقْه فِي مُجَلد وَله كتاب الرَّد على ألاسنوي فِي تناقضه وَكَانَ منجما عَن النَّاس وخصوصا عَن الْفُقَهَاء لَان دأبهم حسد عُلَمَاء الْأُصُول والتعصب عَلَيْهِم والحط من قدرهم وَقدر الْعلمَاء الْمُحَقِّقين توفّي فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن عِنْد مَسْجِد الْقدَم وَأما باني الْمدرسَة فان كَونه قد جعل هَذَا الْخَيْر والإعانة لأهل الْعلم يَكْفِيهِ ذخْرا وثوابا عِنْده تَعَالَى وتقدس

الْمدرسَة الصلاحية

بِالْقربِ من البيمارستان النوري وَهِي أَيْضا منطمسة الْأَثر لم يعلم مَكَانهَا وَفِي تَنْبِيه الطَّالِب أَن الَّذِي بناها نور الدّين مَحْمُود بن زنكي ونسبت إِلَى الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين انْتهى

أَقُول وَمُقَابل البيمارستان طَرِيق وبأوله من الْجِهَة الشمالية بَاب مدرسة قديم وَقد كَانَ الْحجر الْكَبِير الَّذِي فَوْقه مَكْتُوبًا فنحتت الْكِتَابَة فَلَعَلَّ هُنَا مَحل الْمدرسَة الْمَذْكُورَة وَبِالْجُمْلَةِ فان جَمِيع الْمدَارِس الَّتِي كَانَت بِالْقربِ من البيمارستان قد تناولتها أَيدي الخفاء فَهَب إِلَيْهَا المختلسون كَمَا هبوا لغَيْرهَا فابتنوها دورا ومساكن وَأتوا على أوقافها فابتزوها وغيروا شُرُوطهَا شَيْئا فَشَيْئًا حَتَّى حولوها ملكا لَهُم فَأصْبح طَالب الْعلم لَا يجد نَفَقَة وَلَا مأوى فَقلت الرَّغْبَة فِي الطّلب حَتَّى صَار الْعلم فِي زمننا

<<  <   >  >>