فِي الْقُضَاة وَأَصْحَاب الولايات وَله فِي الزّهْد والتقلل من الدُّنْيَا حكايات تضاهي مَا نقل عَن الأقدمين وَكَانَ يتعصب للأشاعرة وَأُصِيب بسمعه وبصره فضعف وَشرع فِي عمَارَة رِبَاط دَاخل الْبَاب الصَّغِير فساعده النَّاس بِأَمْوَالِهِمْ وأنفسهم ثمَّ شرع فِي عمَارَة خَان السَّبِيل ففرغ فِي مُدَّة قريبَة وَكَانَ قد جمع تآليف كَثِيرَة قبل الْفِتْنَة وَكتب كثيرا بِخَطِّهِ فِي الْفِقْه والزهد وَقَالَ السخاوي فِي الضَّوْء اللامع شرح التَّنْبِيه والمنهاج وَشرح مُسلم فِي ثَلَاث مجلدات ولخص الْمُهِمَّات فِي مجلدين وَشرح أَحَادِيث الْأَحْيَاء مُجَلد وَشرح الْأَرْبَعين النووية فِي مُجَلد وأهوال الْقِيَامَة مُجَلد وَجمع سير نسَاء السّلف فِي مُجَلد وَله قَوَاعِد الْفِقْه مُجَلد وَتَفْسِير الْقُرْآن الى الْأَنْعَام آيَات مُتَفَرِّقَة مُجَلد وتأديب الْقَوْم مُجَلد وسير السالك مُجَلد وتنبيه السالك على مظان المهالك سِتّ مجلدات وَشرح الْغَايَة مُجَلد وَشرح النِّهَايَة مُجَلد وقمع النُّفُوس مُجَلد وَدفع الشّبَه مُجَلد وَشرح أَسمَاء الله الْحسنى مُجَلد والمولد مُجَلد وَتُوفِّي بخلوته بِجَامِع المزاز بالشاغور فِي نصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن فِي القبيبات فِي أَطْرَاف الْعِمَارَة على جادة الطَّرِيق عِنْد والدته وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي آخر تَرْجَمته وَالْحَاصِل أَنه مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل انْتهى وأوقف على الزاوية الحصنية الْأَمِير سودون أوقافا وأشرك فِيهَا الشَّيْخ مُحَمَّد ابْن أخي الشَّيْخ وَمن كَلَام تَقِيّ الدّين الحصني كَمَا ذكره الْعَدوي
(إِذا مَالَتْ بِنَا النَّفس ... الى الدُّنْيَا تركناها)
(تخادعنا ونخدعها ... وبالصبر غلبناها)
(لَهَا قوت من الْفقر ... وَفِيه قد أنخناها)
حرف الدَّال
[الزاوية الداودية]
بسفح قاسيون تَحت كَهْف جبرييل أَنْشَأَهَا عبد الرَّحْمَن ابْن أبي دَاوُد وترجمه الْبُرْهَان بن مُفْلِح فِي الْمَقْصد الأرشد فَقَالَ هُوَ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن دَاوُد الشَّيْخ الْعَالم الناسك مجيد الطَّرِيقَة وَعلم الْحَقِيقَة تخرج بِجَمَاعَة من الشُّيُوخ مِنْهُم وَالِده وَنَشَأ على طَريقَة حَسَنَة ملازما للذّكر وَقِرَاءَة الأوراد الَّتِي رتبها وَالِده وَكَانَ محببا للنَّاس يتَرَدَّد عَلَيْهِ النواب والقضاة وَالْفُقَهَاء من كل مَذْهَب اشْتغل فِي فنون