(تشقها الانهار والخلجان ... وكل نهر مِنْهُم سيحان)
(وَأَيْنَ مِنْهَا الشّعب يابوان ... وَمَا حوى الخابور والميدان)
(وَمجمع الامواه جسر الغيضه ... وَحَيْثُ مَا يممت تلق روضه)
(ملتفة الأغصان بالأغصان ... ومرتع الأطيار والغزلان)
(ومنتدى الأفراح وَادي الربوه ... وَاد حباه ربه بالحظوة)
(تجْرِي بِهِ الْأَنْهَار كالكواكب ... لَكِنَّهَا تمشي على الْمَرَاتِب)
(قد سَاقهَا حكيمها المهندس ... وخطها فَوق الرئيس الأكيس)
(وَكلهمْ قد جَاوز الرياضا ... وبره عَلَيْهِمَا قد فاضا)
(فقسموا من بَعْضهَا أقساما ... وخصصوها للقرى سهاما)
تَفْصِيل أنهارها
(أَولهَا أصل النهور بردى ... كم شوق محرور لَدَيْهِ بردا)
(وَعند ثوراها يثور الوجد ... غذاؤه القيصوم ثمَّ الرند)
(كَذَا يزِيد أطيب الْأَنْهَار ... اذ جريه فِي دَاخل الْأَحْجَار)
(يَا طيب مَاء القنوات العذب ... اذ خصصوه أَهلهَا للشُّرْب)
(وصنوه فِي فعله باناس ... نهر زها فِي حسنه ياناس)
(يتلوه نَهرا اسْمه الدَّارَانِي ... يمشى يمشي الواله الحيران)
(وجدول يُسمى قناة المزه ... مقَامه فيهم مقَام العزه)
(هذي النهور السَّبْعَة الْأُصُول ... اسْمَع فدتك النَّفس مَا أَقُول)
(أما أَبُو الانهار زاهي الْبَهْجَة ... يشق جَوف الأَرْض تَحت المرجه)
(المرجة الخضراء ذَات الشّرف ... وَقد زهت أكنافها بالغرف)
(هُوَ مثل السهْم كالمجتاز ... حَتَّى يرى قد شقّ صدر الباز)
(وَقد جرى فِي ذَلِك الميدان ... كَأَنَّهُ سَابُور فِي الايوان)
(تضمه قنطارمن جلمد ... ترنو كألحاظ الغزال الأغيد)
(هُنَاكَ يلقى جدولا قد عذبا ... سَمَّاهُ أهل الشَّام نهر عقربا)