الحارة الْمَذْكُورَة آثَار أبنية قديمَة فَيمكن أَن يَصح مَا قَالَه العلموي وَيُمكن أَن يكون قد صَارَت دَارا للسُّكْنَى وَالله اعْلَم
الْمدرسَة الاقبالية
اخبر النعيمي وَغَيره بِأَنَّهَا دَاخل بَابي الْفرج والفراديس شمَالي كل من الْجَامِع والظاهرية الجوانية وشرقي الجاروخية وَغَرْبِيٌّ التقوية وَقَالَ فِي العبر أَن بانيها كَانَ لَهُ داران فَجعل إِحْدَاهمَا مدرسة للحنفية وَالثَّانيَِة للشَّافِعِيَّة وَهِي الْكَبِيرَة مِنْهُمَا ووقف عَلَيْهِمَا أوقافا وَجعل الثُّلُث مِنْهَا لمدرسة الْحَنَفِيَّة والثلثين لمدرسة الشَّافِعِيَّة
هَذَا مَا ذكره المؤرخون وَأَقُول هَذَا التَّعْرِيف الْمَذْكُور لم يفدنا الْآن شَيْئا لَان هَذِه الْمدرسَة قد اندرست وَلم يبْق مِنْهَا سوى الظَّاهِرِيَّة وَهِي الْآن بِأول الطَّرِيق الْمَعْرُوف الْآن بزقاق السَّبع طوالع من غربيه فِي الْجِهَة الشمالية مُقَابل اقميم حمام العقيقي يفصل بَينهمَا الطَّرِيق واخبرني بعض المعمرين الثِّقَات أَن هَذِه الْمدرسَة بقيت أَبْوَابهَا مَفْتُوحَة لطلاب الْعلم معمورة إِلَى قبيل الْخمسين والمائتين بعد الْألف وَكَانَ من عَادَة الْقُضَاة يَوْمئِذٍ أَن ينصبوا بوابين للمدارس ويأذنوا لَهُم بِالسُّكْنَى بهَا وَفِي التَّارِيخ الْمَذْكُور كَانَ لهَذِهِ الْمدرسَة بواب يُقَال لَهُ يُوسُف الدوركلي فَرَأى أَن من قبله من البوابين قد اعتادوا غلق أَبْوَاب الْمدَارِس إِلَّا فِي أَوْقَات الصَّلَوَات فاقتدى بهم ثمَّ زَاد عَلَيْهِم فأغلق أَبْوَابهَا دَائِما ثمَّ استبد بهَا وَجعلهَا دَارا لسكناه وَنقض كثيرا من أبنيتها وبناها بِنَاء جَدِيدا وَبعد وَفَاته اخْتلف أَوْلَاده عَلَيْهَا وترافعوا إِلَى الْحُكَّام وَلم يزل الْخلاف عَلَيْهَا جَارِيا فِيمَا بَينهم إِلَى قبيل سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة بعد الْألف فهنالك قصد أحد بني الدوركلي نكاية مخاصميه فَأثْبت لَدَى الْحَاكِم أَنَّهَا مدرسة وَطلب من مجْلِس معارف دمشق أَن يَأْخُذهَا وَبعد الْمُعَامَلَة الْمُقْتَضِيَة أَخذهَا الْمجْلس الْمَذْكُور هِيَ والاقبالية الْحَنَفِيَّة الَّتِي بجانبها وَفِي سنة أَربع وَعشْرين من التَّارِيخ الْمَذْكُور جعلت مدرسة للإناث وَبقيت على ذَلِك وَالله اعْلَم بِمَا يؤول إِلَيْهِ أمرهَا بعد ذَلِك وَسَتَأْتِي زِيَادَة على مَا كتبناه هُنَا عِنْد الْكَلَام على الاقبالية الْحَنَفِيَّة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute