رايتهما قَالَ نعم فَطلب النَّاس للصدقة وَفرق عَلَيْهِم الذَّهَب وَالْفِضَّة ثمَّ قَالَ لَا يتَخَلَّف أحد من أهل الْمَدِينَة فجاؤوا كلهم وَقَالُوا لَهُ لم يبْق إِلَّا رجلَانِ مجاوران من أهل الأندلس نازلان فِي النَّاحِيَة الَّتِي تلِي قبلي الْحُجْرَة خَارج رَأس عمر بن الْخطاب الَّتِي تعرف الْيَوْم بدار الْعشْرَة فطلبهم اللصدقة فامتنعا وَقَالا نَحن على كِفَايَة مَا نقبل شَيْئا فجد فِي طلبهما فجيء بهما فَلَمَّا رآهما عرفهما وَقَالَ للوزير هَذَانِ هما فَسَأَلَهُمَا عَن حَالهمَا وَمَا جَاءَ بهما فَقَالَا لمجاورة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ اصدقاني وتكرر السُّؤَال حَتَّى أفْضى الْحَال إِلَى معاقبتهما فَأقر أَنَّهُمَا من النَّصَارَى وأنهما أَتَيَا لكَي ينقلا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من هَذِه الْحُجْرَة الشَّرِيفَة بالِاتِّفَاقِ مَعَ ملوكهما ووجدهما قد نقبا نقبا تَحت الأَرْض من تَحت حَائِط الْمَسْجِد القبلي وهما واصلان إِلَى جِهَة الْحُجْرَة وَقد جعلا التُّرَاب فِي بِئْر عِنْدهمَا فِي الْبَيْت الَّذِي هما فِيهِ فَضرب عنقيهما عِنْد الشباك الَّذِي فِي حجرَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَارج الْمَسْجِد ثمَّ احرقهما بالنَّار آخر النَّهَار ثمَّ ركب مُتَوَجها إِلَى الشَّام فصاح من كَانَ نازلا نَازل خَارج السُّور واستغاثوا وطلبوا أَن يَبْنِي لَهُم سورا يحفظ أَبْنَاءَهُم ومواشيهم فَأمر بِبِنَاء هَذَا السُّور المجدد الْيَوْم فَبنِي سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَكتب اسْمه على بَاب البقيع فَهُوَ بَاقٍ إِلَى الْيَوْم هَذَا مَا قَالَه البصروي فِي تحفته وَالله أعلم
الْمدرسَة النورية الصُّغْرَى
هِيَ بِجَامِع قلعة دمشق كَذَا فِي تَنْبِيه الطَّالِب وَقَالَ العلموي هِيَ تجاه قلعة دمشق بناها السُّلْطَان نور الدّين الْمُتَقَدّم درس بهَا بهاء الدّين بن عَيَّاش ثمَّ بعده تِسْعَة انفس آخِرهم عماد الدّين الطرسوسي
أَقُول أيا مَا كَانَت فَلم أر لمكانها أثرا فان كَانَت فِي جَامع القلعة فلعلها كَانَت حَلقَة أَو هِيَ مقَام الصَّحَابِيّ الْجَلِيل أبي الدَّرْدَاء وان كَانَت تجاه القلعة فإمَّا أَن يَعْنِي بهَا مدرسة دَار الحَدِيث النورية الْمُتَقَدّم ذكرهَا وَأما أَن تكون أدخلت فِي الْجَامِع الْمُسَمّى الْآن بسيدي خَلِيل لِأَن بناءه يدل على أَنه مدرسة وَأما أَن تكون أَيدي الزَّمَان تلاعبت بهَا كَمَا تلاعبت بغَيْرهَا فجعلتها دَارا أَو دكانا أَو غير ذَلِك وَالله أعلم