وَفِي بعض نسخ التَّنْبِيه ومختصره إِبْدَال الثلاثمائة بأربعمائة وَهُوَ خطأ من النَّاسِخ
أَقُول هَذِه الْمدرسَة من جملَة مَا اندرس من الْمدَارِس وَاسْمهَا مَشْهُور مَعْلُوم وَلم يبْق من أطلالها إِلَّا بعض من صحنها وَبِه بركَة المَاء وَفِي جَانبهَا بِئْر من المَاء وَفِي الْجَانِب القبلي تربة فِي حجرَة صَغِيرَة وَالْبَاقِي قد اختطفته يَد المختلسين فَصَارَ دورا للسُّكْنَى ومحلها يُقَال لَهُ الصادرية وآثارها الْبَاقِيَة تنشد قَول ذِي الرمة
(إِذا غير النأي المحبين لم يكد ... رسيس الْهوى من حب مية يبرح)
تَرْجَمَة واقفها
لم أر لمنشئها تَرْجَمَة فِي تَارِيخ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر وَالَّذِي رَأَيْته فِي غَيره كَلِمَات يسيرَة وَهِي أَنْشَأَهَا شُجَاع الدولة صادر بن عبد الله وَهِي أول مدرسة أنشئت بِدِمَشْق سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثلاثمائة ودرس بهَا عَليّ بن زنكي الكاساني ثمَّ أَبُو الْحسن الْبَلْخِي صَاحب الْمدرسَة البلخية لصيقها ثمَّ بعدهمَا اثْنَا عشر مدرسا مِنْهُم رشيد الدّين الغزنوي وبرهان الدّين الغزنوي انْتهى وَعَسَى أَن نظفر بِأَكْثَرَ من هَذَا الْبَيَان فنثبته هُنَا وَمن جملَة من درس بهَا مُحَمَّد بن أسعد بن الْحَكِيم الْعِرَاقِيّ الْوَاعِظ كَانَ لَهُ الْقبُول التَّام فِي الْوَعْظ بِدِمَشْق وروى المقامات عَن الحريري وصنف لَهَا شرحا وصنف تَفْسِيرا لِلْقُرْآنِ الْكَرِيم وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة عَن نَيف وَثَمَانِينَ سنة قَالَه الذَّهَبِيّ
قَالَ الْأَسدي فِي تَرْجَمته بنى لَهُ الْأَمِير معِين الدّين أنر مدرسة وترجمه الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر بِنَحْوِ مَا تقدم
حرف الطَّاء
الْمدرسَة الطرخانية
كَانَت قبلي الْمدرسَة الباذرائية وَقد عفت رسومها ومحيت أطلالها وأخنى عَلَيْهَا الزَّمَان وأمست دورا للسُّكْنَى تنْتَقل من يَد إِلَى يَد
قَالَ ابْن شَدَّاد كَانَ محلهَا يعرف بدار طرخان فاشتراها سنقر الْموصِلِي وَجعلهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute