وواقفة الْمَكَان لم تدفن فِيهِ لِأَنَّهَا رجعت بعد موت الْمُعظم إِلَى ماردين كَمَا قَالَه ابْن قَاضِي شُهْبَة وَقيل أَنَّهَا حجت واستمرت مُقِيمَة بِمَكَّة حَتَّى افْتَقَرت وَلم يبْق مَعهَا شَيْء من المَال وَصَارَت تَسْقِي المَاء فَمر بهَا من كَانَ يعرفهَا وَهِي بِدِمَشْق وَرَآهَا على هَذِه الْحَالة فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى دمشق أخبر من كَانَ مُتَوَلِّيًا على أوقافها ومصالحها فَجمع لَهَا شَيْئا من المَال ثمَّ أرْسلهُ إِلَيْهَا فَقَالَت أَي شَيْء هَذَا فَقَالُوا هَذَا من وقفك فَقَالَت الَّذِي خرجت عَنهُ لله لَا أَعُود فِيهِ وَقَالَت أعْطوا كل ذِي حق حَقه فرحمها الله رَحْمَة وَاسِعَة
الْمدرسَة المقدمية الجوانية
دَاخل بَاب الفراديس وَهُوَ الْبَاب الحديدي الَّذِي فِي محلّة الْعِمَارَة الْمُسَمَّاة قَدِيما بالقباقبية ومكانها مَعْرُوف وَهِي مَشْهُورَة لَكِن استولى عَلَيْهَا بَنو السفرجلاني فسكنوا الْبَيْت الَّذِي بهَا وتصرفوا بمسجدها وَلم يبْق مِنْهَا إِلَّا ساحتها الواسعة وإيوان فِي الْجَانِب الشمالي للصَّلَاة وبركة مَاء وَاسِعَة
قَالَ الصَّفَدِي فِي تحفة ذَوي الْأَلْبَاب فِي تَرْجَمَة وَاقِف المقدمية وَله الدَّار الْكَبِيرَة الَّتِي دَاخل بَاب الفراديس والى جَانبهَا الْمدرسَة المقدمية وَله تربة وَمَسْجِد وخان كل ذَلِك دَاخل الفراديس
قَالَ العلموي قلت صَارَت الدَّار الْكَبِيرَة دورا مُتعَدِّدَة وَهِي الْمَعْرُوفَة الْآن ببوابة خوند الْآن ثمَّ تملك بَعْضهَا وتعطل الآخر
وَقَالَ الْعَدوي الدِّمَشْقِي أَقُول ثمَّ فِي حُدُود سنة تسعين وَتِسْعمِائَة خرب غَالب الْمدرسَة الشَّيْخ أَحْمد بن الأكرم وَغير صِيغَة الْوَاقِف وَتصرف فِيهَا تصرف الْملاك فَلَمَّا فعل ذَلِك مَنعه قَاضِي الشَّام وَأرْسل نَائِبه مصطفى جلبي فكشف عَلَيْهَا وَمنع الْمُتَعَدِّي وَهدم مَا بناه وَأمر بإعادته كَمَا كَانَ فَلم يزل يكابر ويعمر مَا أحب وَأَرَادَ حَتَّى توفاه الله سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَتِسْعمِائَة وَلم يكمل الْعِمَارَة وَلم يفرح بهَا وَلم يهنأ وَإِنَّمَا تممها أَوْلَاده من بعده
وَحكى الْقِصَّة النَّجْم الْغَزِّي فِي الْكَوَاكِب بِنَحْوِ هَذَا فانه قَالَ فِي تَرْجَمَة ابْن الأكرم هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الأكرم الْحَنَفِيّ كَانَ من الرؤساء
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute