وعمقه سِتَّة أشبار وَله ملْء جنبتيه وَكَانَ على ذَلِك كَمَا شَرط لَهُم فَهَذِهِ قصَّة نهر يزِيد وَمَات فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ حَتَّى ولي هِشَام بن عبد الْملك فساله أهل قَرْيَة حرستا شرب شفاههم وَمَاء لمسجدهم فَكلم فَاطِمَة بنت عَاتِكَة بنت يزِيد فِي ذَلِك فأجابته على أَنه احتفر نَهرا صَغِيرا يجْرِي الى مَسْجِدهمْ للشُّرْب لَا لغيره وَفتح الْحجر الَّذِي يمر مِنْهُ المَاء لقرية حرستا فترا فِي فتر مستديرا وَيجْرِي لَهُم من الأَرْض على مِقْدَار شبر من ارْتِفَاع بطن النَّهر وَسَأَلَهُ عبد الْعَزِيز مولى هِشَام أَن يجْرِي لهشيئا يسقى ضيعته فَأَجَابَهُ بعد ان سَأَلَ فِي أمره فصيرت لَهُ ماصية فتحهَا شبر فِي أقل من شبر ثمَّ سَأَلَهُ خَالِد ان يسْقِي ضيعته فَأَجَابَهُ لما طلب وَفتحت لَهُ ماصية كحكاية هَذِه الْمَاضِيَة وَأقَام رجل من أهل دمشق يُقَال لَهُ جرجة بن قعرا عِنْد سُلَيْمَان بن عبد الْملك شَاهِدين يَشْهَدَانِ أَن لَهُ فِي النَّهر قناة تجْرِي الى حمام لَهُ يُريدهُ وَزعم أَنَّهَا كَانَت من قبل فسجل لَهُ عبد الْملك سجلا بذلك وَهُوَ رَطْل من المَاء يجْرِي فِي سيلون فِي ديره
وَقل المَاء فِي ولَايَة سُلَيْمَان بن عبد الْملك حَتَّى لم يبْق فِي بردى الا شَيْء يسير فشكوا ذَلِك الى سُلَيْمَان فَأرْسل عبيد بن أسلم مَوْلَاهُ وَمَعَهُ جمَاعَة لكرايتها فَلَمَّا باشروا الْعَمَل اذا هم بِبَاب من حَدِيد مشبك يخرج المَاء من كوى مَوْجُودَة فِيهِ يسمعُونَ داخلها صَوت مَاء كثير ويسمعون صَوت اضْطِرَاب السّمك فِيهَا فَكَتَبُوا الى سُلَيْمَان بذلك فَأَمرهمْ ان لَا يحركوا شَيْئا وَأَن يكروا قدامه فَفَعَلُوا مَا أَمرهم وَلم يزل كَذَلِك الى ولَايَة هِشَام بن عبد الْملك فَلم يكن فِيهِ أَكثر من ذَلِك فَشكى اليه أهل بردى قلَّة المَاء فَأمر الْقَاسِم بن زِيَاد ان يُمَيّز لَهُم المَاء فمازه لَهُم فَأعْطى أهل نهر يزِيد سِتّ عشرَة مسكبة وَالْفرق الْكَبِير خمس مساكب وَالْفرق الصَّغِير أَربع مساكب ونهر داريا سِتّ عشر مسكبة ونهر ثورا اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين مسكبة ونهر بانياس ثَلَاثِينَ مسكبة ومسكبة حملت فِيهِ تصب ليزِيد بن أبي مَرْيَم مولى سهل بن الحنظلية وَثَلَاث مساكب للفضل ابْن صَالح الْهَاشِمِي حملت فِيهِ من بعده ونهر مجذول اثْنَتَيْ عشرَة مسكبة ونهر دَاعِيَة ثَلَاث عشرَة مسكبة ونهر حَيْوَة وَهُوَ نهر الزلف اثْنَتَيْ عشرَة مسكبة ونهر التومة الْعليا خمس مساكب ونهر التومة السُّفْلى أَربع مساكب ونهر الزابون أَربع مساكب ونهر الْملك أَربع مساكب والقناة لم تمز يَوْمئِذٍ بل تركت تَأْخُذ ملْء جنبيها وَكَانَ الْوَلِيد ابْن عبد الْملك لما بنى الْمَسْجِد اشْترى مَاء من نهر السّكُون يُقَال لَهُ الوقية فَجعله فِي