للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْخلق وأهلاك النُّفُوس وَكَانُوا يتفننون بأنواع الْعَذَاب فبعضه يكون بِالْقَتْلِ صبرا وَهُوَ أَن يحبس الشَّخْص وَيمْنَع الطَّعَام وَالشرَاب حَتَّى يَمُوت وَتارَة يكون بعصر الْأَعْضَاء بالمعصار وَمرَّة يَجْعَل المعذب حجرا فِي الْبناء وآونة بالحرق والخنق وَالضَّرْب بِالسَّيْفِ إِلَى غير ذَلِك من الْأَفْعَال الدَّالَّة على وحشية الطَّبْع وعَلى الْكبر والجبروت وَقلة المبالاة بِأَمْر الْخَالِق جلّ شَأْنه نعم كَانَ يَتَخَلَّل هَذِه الظُّلُمَات نور من عدل بعض الْمُلُوك الْمُؤمنِينَ كنور الدّين وَصَلَاح الدّين وَغَيرهمَا ثمَّ يسدل الظلام ويمد رواقه وَيَأْتِي النَّاس مَا ينسيهم أَخْبَار أُولَئِكَ الصَّالِحين وَللَّه فِي خلقه شؤون الْمدرسَة الجهاركسية

يُقَال لَهَا الجهاركسية والجركسية وَهِي بالصالحية ومحلتها مَشْهُورَة باسمها لَكِن الْعَوام صحفوها فَقَالُوا عَنْهَا السركسية بسينين مهملتين وَذَلِكَ انك إِذا سرت فِي الطَّرِيق الَّذِي هُوَ أَمَام الدلامية عِنْد الجسر الْأَبْيَض وانتهيت إِلَى آخِره عِنْد الطَّرِيق الْعَام قابلتك الْمدرسَة الْمَذْكُورَة

وَقَالَ العلموي هِيَ بِطرف السُّوق فَوق نهر يزِيد عِنْد الْجَامِع الْجَدِيد ومكانها مَعْرُوف مَشْهُور انْتهى

أَقُول وَقد وقفت عَلَيْهَا فرأيتها مندرسة الأطلال قد جَعلتهَا أَيدي المختلسين دورا للسُّكْنَى وَلم يبْق مِنْهَا سوى قبتين عظيمتين قد تهدم أعلاهما وتحتهما قُبُور وعَلى جدارها القبلي كِتَابَة منطمسة الْحُرُوف تعسر قرَاءَتهَا تُشِير إِلَى التَّعْرِيف بهَا وتاريخ بنائها

وَقَالَ فِي تَنْبِيه الطَّالِب إِنَّهَا مَوْقُوفَة على الْحَنَفِيَّة وَالشَّافِعِيَّة وَقَالَ بَعضهم انه وقف على كتاب وَقفهَا وَإِنَّهَا على الْحَنَفِيَّة فَقَط

وأيا مَا كَانَت فقد حرمهَا مختلسها من الْعلم وَأَهله ومنعها عَن الطَّائِفَتَيْنِ فَمَاذَا يُفِيد كَونهَا على الشَّافِعِيَّة أَو عَلَيْهِم وعَلى الْحَنَفِيَّة

وَمن وَقفهَا النّصْف وَالثلث من قَرْيَة بَيت سوا من قرى دمشق وَكفر العواميد بالزبداني وأحكار بيُوت بالصالحية فِي جوارها وَالثلث من المزرعة الْمَعْرُوفَة بهَا وَاثنا عشر سَهْما من قَرْيَة بَيت سوا أَيْضا وَغير ذَلِك مِمَّا لَا يعلم أَي يَد تناولته واستباحته

<<  <   >  >>