(فكم بنى ضمه قاسون ... وَكم ولي عِنْده مدفون)
(وَكم صَحَابِيّ بهَا استشهدا ... وَفِي خبايا أرْضهَا قد الحدا)
(ودير مران على قاسون ... كَأَنَّهُ فِي ملك أفريدون)
(وَتَحْته تِلْكَ الرياض الغضه ... وَبَينهَا الامواه مثل الفضه)
(غنت بهَا الاطيار فِي الأفنان ... فمالت الأغصان كالنشوان)
(كَذَا الحواكير الَّتِي ينساب ... فِيهَا يزِيد السلسل المطياب)
(كم أَن دولاب عَلَيْهِ وشكى ... وشاقه عهد الرياض فَبكى)
(وقطر الدُّمُوع فِي الْحِيَاض ... وباح بالاسرار للرياض)
(وقرية النّخل مَكَان الصلحا ... فكم بهَا قصد نزيل نجحا)
(بالصالحية سميت يَا صَاح ... بل منتدى اللَّذَّات والافراح)
(تحفها الْقُصُور والجواسق ... كَأَنَّهَا بَين الربى سرادق)
(تظلها الادواح كالأعلام ... تزورها الْأَرْوَاح للسلام)
(وكل طير آخذ فِي مغنى ... وكل حزب مِنْهُم فِي معنى)
(وموكب الازهار فِي المكافحة ... ونافخات الطّيب مِنْهَا نافخة)
(فَلَو ترى الريحان بَين الآس ... واصفر الخيري كالنبراس
(كَذَلِك المنثور والسوسان ... وَعِنْده خشخاشة ألوان)
(وحلقه المحبوب بَين الزهر ... حاكت سنا الْيَاقُوت فَوق النَّحْر)
(وفَاق عرف الطّيب عرف الديك ... لَهُ مقَام السَّبق كالتمليك)
(للياسمين الغض عطر ذاكي ... يَحْكِي ضِيَاء الزهر فِي الافلاك)
(وَعِنْده النسرين ثمَّ الفاغية ... قد أشبها فِي الطّيب نفح الغالية)
(كَذَاك زهر الأرغوان الباهي ... وَثمّ عنبر بوي زهر زاهي)
(شقائق النُّعْمَان فِي الأزهار ... كجلنار فاح فِي الاسحار)
(وسنبل فِي اللَّوْن كالفيروزج ... وزنبق يزهو بِوَجْه أَبْلَج)
(ونرجس بالطل عين شكرى ... باتت تناجينا بِعَين شهرا)