للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وللمؤذن والبواب والقوام أَرْبَعُونَ ولصحابة الدِّيوَان أَرْبَعُونَ وللمشارف مثلهَا وللعامل ثَلَاثُونَ وللجابي خَمْسُونَ وَلمن يُشَاهد عمَارَة الْوَقْف خَمْسَة وَعِشْرُونَ ومشهد الْعِمَارَة كَذَلِك وللمعمارية خَمْسَة عشر ولنيابة النّظر أَرْبَعُونَ وللناظر مائَة هَذَا كُله فِي الشَّهْر

أَقُول سوق البزوريين يعرف الْآن بسوق البزورية وَقد كَانَ على شكل قديم فعمر فِيمَا بعد التسعين وَمِائَتَيْنِ وَألف على نمط جَدِيد ووسع وحمام نور الدّين مَوْجُود إِلَى الْآن يُقَال لَهُ حمام البزورية والمدرسة الجوزية هِيَ الْآن محكمَة البزورية وَقد أخليت الْآن من الحكم وَصَارَت دَار قُرْآن وَتَعْلِيم خطّ وحساب وَدَار الذَّهَب بَاقِيَة إِلَى الْآن وَهِي بيد بني الْعظم وَهِي مَعْدُودَة من الْآثَار الْقَدِيمَة ومشهورة يَأْتِي السائحون من الفرنجة لرؤية مبانيها فيتعجبون مِنْهَا وَمن سعتها وجودة انتظامها

وَأما الْمدرسَة فَلم تزل بَاقِيَة إِلَى الْآن وَهِي شَرْقي اقميم حمام البزورية فِي الزقاق المنحدر إِلَى الشرق وبابها على هندسة لَطِيفَة ومحفور فِي البلاطة الَّتِي هِيَ أَعْلَاهُ مَا صورته

انشأ هَذِه الْمدرسَة الْمُبَارَكَة وأوقفها على الْقُرَّاء المشتغلين بِالْقُرْآنِ الْعَظِيم وَالْفُقَهَاء المسمعين للْحَدِيث النَّبَوِيّ الْملك الْأَشْرَف السيفي التنكزي النظري كافل الممالك الشَّرِيفَة بِالشَّام المحروسة وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بَاشرهُ العَبْد الْفَقِير أيدمر الْعَيْنِيّ وجدرانها الْأَرْبَع بَاقِيَة مَعَ بعض أبنيتها الْأَصْلِيَّة وَلَقَد تناولتها قَدِيما أَيدي النظار فَفَعَلُوا بهَا كَمَا فعلوا بغَيْرهَا إِلَى أَن وصلت إِلَى يَد نَاظر لَهُ نصف النّظر ولأخته النّصْف الآخر فَجَعَلَاهَا دَارا للسُّكْنَى ثمَّ هما بِأَن يهدما الْبَاب لتتغير هيئتها فَألْقى الله تَعَالَى الْخلاف بَينهمَا والمشاجرة فِي أمرهَا فَفطن لذَلِك بَنو الْخَطِيب ففتحوا بَابهَا للصَّلَاة وَعلم النَّاس بِأَنَّهَا مدرسة ثمَّ تولى نظرها الْقَارئ المتقن الشَّيْخ مُحَمَّد الْحلْوانِي فَحسن بعض أبنيتها الداخلية وأعانه على ذَلِك بعض أهل الْخَيْر وَجعلهَا مكتبا لقِرَاءَة الْقُرْآن فَعَاد إِلَيْهَا شَيْء من رونقها ثمَّ أَخذهَا مِنْهُ فِي هَذِه السنين الْفَاضِل الشَّيْخ كَامِل القصاب فَبنى بهَا أبنية علوِيَّة وسفلية ورممها وَجعلهَا مكتبا لقِرَاءَة الْقُرْآن ومبادئ الْعُلُوم والفنون فازداد رونقها وَظَهَرت بهجتها وَهِي على تِلْكَ الْحَال فِي زمننا هَذَا وَأما أوقافها فَلم تُوجد إِلَّا فِي الْقَرَاطِيس

<<  <   >  >>