وقف عَلَيْهَا وَالثلث من طاحونة اللوان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة انْتهى
أَقُول أَن هَذَا التَّعْرِيف قد اندرس باندراس الأكزية والطيبة وَلم يبْق لَهما رسم وَلَا طلل وان شِئْت الْبَيَان فَادْخُلْ من الطَّرِيق الْكَائِن أَمَام محكمَة الْبَاب جنوبي الْمدرسَة النورية وسر مغربا والتفت يَمِينك تَجِد بِنَاء شامخا وبابا مرتفعا فِي الْهَوَاء فَهَذَا بِنَاء التربة التنكزية وَالنَّاس يسمونها الْآن زَاوِيَة النحلاوي ثمَّ إِذا سرت إِلَى جِهَة الغرب ترى فِي الْجِدَار الشمالي آثَار الْمدرسَة الطّيبَة ويدلك عَلَيْهِ جِدَار مَبْنِيّ بِالْحجرِ الْأَحْمَر واثر بَاب قديم وبالقرب من ذَلِك الْأَثر اثر نَظِيره وَهُنَاكَ كَانَت الاكزية والاثنتان صارتا دورا للسُّكْنَى والدكان الْمَذْكُورَة قد دكت دكا
(وَلكُل دهر حلية من أَهله ... مَا فيهم جنف وَلَا إفراط)
وواقف تِلْكَ الْمدَارِس يَقُول لِسَان حَاله
(قد كنت أحذر بَينهم من قبله ... لَو كَانَ ينفع خَائفًا أَن يحذرا)
واخبرني أحد الثِّقَات انه رأى الْحجر الْمَكْتُوب عَلَيْهِ مَا تقدم بعد الْألف والثلاثمائة وَهُوَ ظَاهر للعيان ثمَّ غطي بالطين انْتهى
وَقد درس بِهَذِهِ الْمدرسَة جمَاعَة مِنْهُم شرف الدّين الحاكي والبرهان المراغي وَالْمجد الشهرزوري والكمال بن الحرستاني والصدر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن وهيب وَيُقَال هبة الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْقَاسِم الْجَزرِي الأَصْل الصلتي الشهير بالنابلسي ولي قَضَاء نابلس والتدريس بعدة مدارس وَكَانَ جيد السِّيرَة وَالْأَحْكَام توفّي سنة سِتّ وَسَبْعمائة وَكَانَ يحفظ الْمِنْهَاج وَله نظم حسن فَمِنْهُ