القوم أعلم بالله من أن يقولوا: (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) ؟ .
وقال الفراء: من قرأها (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) هذا كقولك: هل يستطيع فلانٌ القيام معنا؟
وأنت تعلم أنه يستطيع ذلك، فهذا وجه هذه القراءة.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ... (١١٩)
قرأ نافع وحده (يَوْمَ يَنْفَعُ) بنصب الميم،
وقرأ الباقون (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ) بالرفع.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (يَوْمُ يَنْفَعُ) بالرفع رفعه بـ (هذا) ، ورفع
(هذا) به، وهى القراءة الجيدة.
وَمَنْ قَرَأَ (هَذَا يَوْمَ يَنْفَعُ) بالنصب ففيه قولان:
قال إلفراء: (يَوْمَ يَنْفَعُ) في موضع الرفع، وإنما
نُصبَ لأنه أضيف إلى الفعل، فكذا إذا أضيف إلى اسم غير متمكن،
كقوله: (هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ) فيه ما في هذا.
وقال الزجاج: مَنْ قَرَأَ (هَذَا يَوْمَ يَنْفَعُ) فهو منصوب على الظرف،
قال: ومن زعم أن (يومَ) منصوب لأنه مضاف إلى (يَنْفَعُ) وهو فى
موضع الرفع بمنزلة يومئذٍ فهو عند البصريين خطأ، لا يجيزون:
(هذا يومَ آتيك) ؛ لأن (آتيك) فعل مضارع، والإضافة إليه لا تُزيل الإعراب عن جهته.
* * *