للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفَّ) - بفتح الفاء،

مثل: مُدَّ - وقرأ نافع وحفص (أُفٍّ) منونا، وكذلك قرَآ في الأنبياء

والأحقاف.

وقرأ الباقون (أُفِّ) خفضا غير منون.

قال أبو منصور: هذه الوجوه التي قُرئ بها كلها جائزة فصيحة، ولا اختلاف بين النحويين في جوازها وصحتها.

وأخبر المنذري بإسناده عن الفراء: في (أف) ست لغات: أفًّا، وأفٍّ،

وأفٌّ، وأفَّ وَأفِّ، وأفُّ.

فمن قرأ (أفَّ) فهو مثل: مُدَّ.

وَمَنْ قَرَأَ (أفٍّ) فهو مثل: صَدٍّ ورمْحٍ. وَمَنْ قَرَأَ (أفُّ) فهو مثل: مُدَّ وغُضَّ في الأمر.

وقال أبو طالب: قال الأصمعي: الأفُ: وسخِ الأذن - والتَّفُ: وسخ

الأظفار، فكان ذلك يقال عند الشيء الذي يُسْتَقذرُ، ثم كثر حتى صاروا

يستعملونه عند كل ما يُتأذى بِهِ.

قال: وقال غيره: (أفُّ) معناه - قِلة لك و (تُفّ) - إتباع، مأخوذ من الأتف، وهو: الشيء القليل.

* * *

وقوله جلَّ وعزَّ: (إِمَّا يَبْلُغَانِّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ (٢٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>