يقبله منَّا؛ لأنه أذُن، أي: يسمع ما يقال فيصدق به.
فكان الجواب لهم على ما قالوا: قل يا محمد: إن كان أذُنًا كما تقولون فهو خيرٌ لكم، ولكنه يصدق المؤمنين. ويكذبكم.
وَمَنْ قَرَأَ (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ) فهو نَفي لما قالوا، والمعنى: أنه
مستمع خَيْر لكم، وهو يصدِّق الله جلَّ وعزَّ، ويصدِّق المؤمنين
فيما يخبرونه به، ولا يصدق الكافرين، ولا يستمع إلى كذب المنافقين
استماع المصدِّق لهم.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ... (٦١) .
قرأ حمزة وحده (وَرَحْمَةٍ) خفضًا، وكذلك روى أبو عمارة عن
يعقوب عن نافع (وَرَحْمَةٍ) خفضًا، مثل حمزة،
وقرأ الباقون (وَرَحْمَةٌ) رفعًا.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (وَرَحْمَةٍ) عطفه علي أذُنُ خير وأذُنُ رحمة
للمؤمنين.
وَمَنْ قَرَأَ (وَرَحْمَةٌ) رفعًا فالمعنى: وهو رحمة للذين آمنوا؛ لأنه كان
سبب إيمان المؤمنين.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute