وقوله جلَّ وعزَّ: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (أَنِّيَ أَنَا رَبُّكَ) مفتوحة الألف والياء،
وقرأ الباقون (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) بكسر الألف.
أوقع النداء على (أَنِّيَ) وعلى موسى، ومن كسر
الألف فعلى أن النداء واقع على موسى عليه السلام وحده.
قال أبو منصور: المعنى: نادَى بأني أنَا ربُّك.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (طُوًى)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (طوَى. اذْهبْ) غير مُجْرَاتين.
وقرأ الباقون (طُوًى) منونًا في السورتين.
قال أبو إسحاق: مَن نوَّن (طوًى) فهو اسم الوادي، وهو مذكَر سمي بمذكر، اسم على (فُعَل) ، نحو: نُغَرٍ، وصُرَد، ومَن لم ينون ترك صرفه من جهتين:
إحداهما: أن يكون معدولاً عن (طاوٍ) إلى (طُوًى) فيصير مثل: عُمَر المعدول
عن عامر، ولا ينصرف كما لا ينصرف عُمَر.
والجهة الأخرى: أن يكون اسما للبقعَةِ، وهي مؤنثة، كما قال:
(فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ) .
وقال أبو إسحاق: مَنْ قَرَأَ (أَنِّي أَنَا رَبُّكَ) فالمعنى: نُودِيَ بأني أنا ربك، وموضع (أنَّي) نصا.
وَمَنْ قَرَأَ (إنِّي) بالكسر فالمعنى: نُودِي يا موسى فقال الله جلَّ ثناؤه:
(إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) .