قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (وهل نُجازِي) بالنون، (إلا الكفورَ) فالله يقول:
هل نجازي، أى: ما نُجازِي. إلا الكفورَ منصوب بالفعل.
وَمَنْ قَرَأَ (هل يجازَى) فهو على ما لم يسم فاعله، أى لا يُجازَى إلا الكفورُ لنعمة ربِّه.
ويسأل السائل فيقول: لم خصَّ الكفور بالمجازاة دون غيره؟
والجواب فيه أن المؤمن تكَفرُ حسناتُه سيئاتِه، فأما الكافر فإنه يحبط عمله كله، ويُجازَى بكل سوء عَمِلهُ، كما قال اللَّه:(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) ، أى: أبطلها وأحبطها فلم تَنْفَعْهم.
وأما المؤمن فإنَّ الله أعلمنا أن حسناته تكفر سيئاته، فلا يجازى بسيئاته؛ لأن إيمانه يُعَفَّى عليها، فالمجازاة بالسيئات لِلكافر دون المؤمن،
وهذا معنى قوله:(وَهَلْ يُجَازى إِلَّا الكَفُورُ)
والمؤمن يُجْزَى ولا يُجَازى؛ لأنه يُزادُ في الثوابِ،