قرأهن ابن كثير وأبو عمرو بالنون كلهن.
وقرأ الحضرمي (فتُغْرقكم) بالتاء، والفعل للريح، والأربعة الأحرفَ قبلها بالياء.
وقرأ الباقون الخمسة الأحرف بالياء.
قال أبو منصور: من قرأهن بالنون فالفعل للَّه جلَّ وعزَّ: أفأمِنتم أن نخْسِفَ
بكم نَحْنُ أو نرسَل، وكذلك سائر الأفعال، آخرها (فتغرقكم) ،
وَمَنْ قَرَأَ بالياء فهو إخبار عن اللَّه،
وَمَنْ قَرَأَ (فتغرقكم) بالتاء فالفعل للريح.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (ومَنْ كَانَ في هذِهِ أعْمى فَهُوَ في الآخِرَةِ أعْمَى (٧٢)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (فِي هذِهِ أعْمِى) بكسر الميم
(فَهُوَ في الآخِرَةِ أعْمَى) بفتح الميم،
وكذلك روى نُصَير عن الكسائي الكسر.
وأما أبو بكر عن عاصم فإنه قرأهما بين الفتح والكسر ها هنا وفي طه. وكَسَرَ الميم فيهما حمزة والكسائي، وفتحهما الباقون.
قال أبو منصور: أما قراءة أبي عمرو (مَنْ كَانَ في هذِهِ أعْمى) بكسر الميم،
(فهو في الآخرة أعْمى) بفتح الميم، فإنه جعلِ الأول اسما،
من " أعمَى القلبِ " وجعل الثاني تعجبا على (أفْعَل) من كذا، وفرَّق بين المعنيين باختلاف الحركتين،
وهكذا روى نُصَير عن الكسائي، ومن كسر الميم منهما معًا أو فتحهما معًا