للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة النُّورِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قوله جلَّ وعزَّ: (وَفَرَضْنَاهَا) .

قرأ ابن كثير وأبو عمرو: (وَفَرَّضْنَاهَا) بتشديد الراء.

وقرأ سائر القراء (وَفَرَضْنَاهَا) بتخفيف الراء.

قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (وَفَرَّضْنَاهَا) بالتشديد فالمعنى: أنزلنا منها فرضا

بعد فرض، فلما كثرت شُدد الفعل.

ومعنى فرَّضنا: بيَّنَّا وفصلنا ما فيها من أمر ونهي وتوقيف وحدٍّ.

ومن خففَ فمعناه: ألزمناكُمْ العمل بما بُيِّن فيها من الواجبات والحقوق.

* * *

وقوله جلَّ وعزَّ: (وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ)

قرأ ابن كثير وحده (رَأَفَةٌ) مفتوحة الهمزة، وفي الحديد (رَأْفَةٌ) ساكنة

وقرأ الباقون رَأْفَةٌ ساكنة الهمزة في السورتين، إلا أن أبا عمرو يطرحها

وأمثالَها إذا أدرج القراءة في الصلاة على ما روي عنه.

قال أبو منصور: هما لغتان (الرَّأْفَةٌ) و (الرَّآفَةٌ) بوزن الرَّعْفَة والرَّعَافَة،

ومثله: الكأبةُ والكآبة، والسأمة والسآمة - وكأنَّ الرأفة مرة واحدة، والرآفة مصدر كقولك ضَؤلَ ضآلة.


(١) قال السَّمين الحلبي:
قوله: {رَأْفَةٌ} قرأ العامَّةُ هنا، وفي الحديد، بسكون الهمزة، وابنُ كثير بفتحها. وقرأ ابن جُرَيْج وتُروى أيضًاً عن ابن كثير وعاصم» رَآفة «بألفٍ بعد الهمزة بزنةِ سَحابة، وكلُها مصادِرُ ل رَأَفَ به يَرْؤُف. وقد تقدَّم معناه. وأشهرُ المصادرِ الأولُ. ونقل أبو البقاء فيها لغةً رابعةً: وهي إبدالُ الهمزةِ ألفاً. ومثلُ هذا ظاهرٌ غيرُ محتاجٍ للتنبيهِ عليه فإنها لغةٌ مستقلةٌ وقراءةٌ متواترة. اهـ (الدر المصون) .

<<  <  ج: ص:  >  >>