للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن قرأ بالإمالة في الراء فلأن الراء مكسورة ومن آثر التفحيم فلأنها لغة أهل

الحجاز.

و (رَانَ) بمعنى غَطى على قلوبهم يقال: ران الذنبُ على قلبه يرنى

رينًا، إذا غَشيَ على قلبه والرنى الطبع يركب القلب.

* * *

وقوله جلَّ وعزَّ: (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (٢٤) .

قرأ الحضرمي وحده " تُعْرَفُ فِي وُجُوهِهم نَضْرَةُ النَّعِيمِ " رفعًا.

وقرأ الباقون " تَعْرِفُ " بفتح التاء (نَضْرةَ النَّعِيمِ) نصبًا.

قال أبو منصور: من قرأ (تُعْرَفُ) بضم التاء فـ (نَضْرَةُ) مرفوعة؛ لأنه

مفعول لم يسم فاعله.

ومن قرأ (تَعْرِفُ) بفتح التاء نصب (نَضْرةَ)

بـ (تَعرفُ) .

* * *

وقوله جلَّ وعزَّ: (خِتَامُهُ مِسْكٌ (٢٦) .

القراء اتفقوا على " خِتَامُهُ " بالألف بعد التاء، إلا الكسائي فإنه

قرأ (خَاتَمُه مِسْكٌ) .

وقد رُوِيَتْ هذه القراءة عن عليٍّ.

قال أبو منصور "المعنى في الخِتَام والخَاتَم واحد، معناهما: آخره، أي:

يجد شارِبُهُ منه ريح المِسْك حين يَنْزع الإناء من فِيهِ.

المعنى: أنهم إذا شربوا الرحِيق فَفنىَ ما فى الكأس وانقطع الشرَابُ انْخَتَم ذلك بطعم المِسْك ورائحته، وليس بين الخاتم والختام فَرْقٌ، غير أن الخاتم اسم، والخِتَام مصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>