ودخول اللام في قوله (لِمَا تُوعَدُون) كإدخالهم اللام في (هَلُمَّ لَكَ) ، والعرب
تقول: هَيْهَاتَ أنتَ مِنا، وَهَيْهَاتَ لَكَ، وهَيْهَات لأرضِكَ، وهَيْهَاتَ
لأهلِكَ.
جعلوا (هَيْهَاتَ) أداة ليست مأخوذة من فعل، ولذلك جاز إدخال اللام
في (لِمَا) .
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ (٨٥) ، ٨٧، ٨٩)
قرأ أبو عمرو ويعقوب الأول (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ) ، والثاني والثالث
(سَيَقُولُونَ اللَّهُ) (اللَّهُ) .
وقرأ الباقون (لِلَّهِ) (لِلَّهِ) (لِلَّهِ) .
قال أبو منصور: أما الأولى فلم يختلف القراء فيها؛ لأن جواب الاستفهام
في (لِمَن الأرْض؟) (لِلَّهِ) فرجعت في خبر المستفهم باللام أيضًا.
وأما الأخريان فإنَّ أبا عمرو جعل خبر المستَفهم (اللَّهُ) (اللَّهُ) ، لأنه لا لام في قوله (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ) ،
وهذا الذي اختاره أبو عمرو في العربية أبين: لأنه مردود مرفوع،
فجرى جوابه على مبتدأ به،
وأما مَنْ قَرَأَ الثانية والثالثة باللام فعلَّته أن الجواب خرج على المعنى لا على اللفظ.
ألا ترى أنك لو قلت لرجل: من مَولاَكَ؟ .
فقال: أنا لِفُلان. كفاك من أن يقول: مولاي فلان "
فلما كان المعنيان واحد جرى ذلك في كلامهم،
وقد جاء في الشعر مثله، أنشد الفراء لبعض العامريين:
وأعْلمُ أنني سَأكُونُ رَمْسًا ... إذَا سَارَ النواجِعُ لاَ أسيرُ
فَقَال السائِلُونَ لِمَنْ حَفَرْتُم ... فَقَال المُخبِرونَ لَهُمْ وَزِيرُ