للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخبرني المنذري عن أبي طالب عن أبيه عن الفراء أنه قال:

(غُدوَة) لا يدخلها الألف واللام؛ لأنها معرفة بغير ألف ولام،

قال الفراء: وسمعت أبا الجراح يقول: ما رأيت كغُدوةَ قط، يريد: كغَداة يَومه، والعرب لا تضيفها، وكذلك لا يدخلون فيها الألف واللام، إنما يقولون: أتَيناهُ غَداةَ الخميس، ولا يقولون: غُدوَةَ الخميس، فهذا دليل على أنها معرفة.

قال أبو منصور: وإذا لم يُرِدُوا بغدوَة غَداةَ يَومٍ بعينه وأرادوا غُدوَةً

من الغُدُوات جاز دخول الألف واللام،

وعلى هذاَ المعنَى تُوجَّهُ قراءة ابن عامر.

* * *

وقوله جلَّ وعزَّ: (يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (٥٧)

قرأ ابن كثير ونافع وعاصم (يَقُصُّ الْحَقَّ) بالصاد،

وقرأ الباقون (يَقْضِ الْحَقَّ) بالضاد.

قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (يَقُصُّ الْحَقَّ) فمعناه: يتْبع الحق، وَرُويت

هذه القراءة عن علي بن أبي طالب،

وَمَنْ قَرَأَ (يَقْضِ الْحَقَّ) فله وجهان:

أحدهما: أنه يقضى القضاء الحق،

والثاني: أن معنى يقضي: يصنع ويُحكِمُ،

ومنه قول أبي ذؤيب:

<<  <  ج: ص:  >  >>