للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأ حمزة وحده " أَنظِرُونَا " بقطع الألفى، وكسر الظاء.

وقرأ الباقون " انْظُرُونَا "

موصولة الألف، مضمومة الظاء.

قال أبو منصور: أما وجه قراءة حمزة (أنْظِرُونَا) بالقطع فمعناه: أمْهِلُونا.

وقد قيل: يكون (أنْظِرُونَا) بمعنى: انتظرونا.

ومنه قول عمرو بن كلثوم:

أُبا هِنْدٍ فَلاَ تَعْجَلْ عَلينَا ... وَأنْظِرْنَا نُخبًرْكَ الْيقِينَا

أي: أمهلنا.

ومن قرأ (انْظُرُونَا) فمعناه: انتظرونا لا اختلاف فيه عند اللغويين.

يقال: أنظرت فلانًا أنظره، إذا انتظرته.

وكان أبو حاتم ينكر (أَنْظِرُونَا) أشد الإنكار وقال: لا معنى للتأخير هَهُنا. وهو كما قال إن شاء الله.

والقراءة المختارة (انْظُرُونَا) بضمة موصولة.

* * *

وقوله جلَّ وعزَّ: (وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) .

قرأ نافعِ، وحفص، والمفضل عن عاصم (وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) خفيفة.

وقرأ الباقون " نزَّلَ " مشددة، وروى عباس عن أبي عمرو

(وَمَا نُزِّلَ مِنَ الْحَقِّ) بضم النون.

قال أبوِ منصور: بن قرأ (مَانَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) فهو من: نَزَلَ يَنْزِل نُزُولاً.

ومن قرأ (ومَا نزَّل مِنَ الْحَقِّ) فالفعل لله، أي: وما نَزَّل الله من الحق.

ومن قرأ (وَمَا نُزِّلَ) فهو على ما لم يسم فاعله، ونُزِّل بأمر اللَّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>