للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو منصور: أما قراءة نافع (فَهَلْ عَسَيْتُمْ) بكسر السين فهي لغة،

وليست بالكثيرة الشائعة.

وأهل اللغة اتفقوا على (عسَيْتُم) بفتح السين.

والدليل على صحتها اجتماع القراء على قوله: (عَسَى رَبُّكُمْ)

لم يقرأه أحد (عَسِىَ رَبُّكُمْ) .

وأما من قرأ (إنْ تُوُلِّيتُمْ) فهو على ما لم يُسَم فاعله.

والمعنى: إنْ وُلِّيَ عليكم ولاة جور تحركتم معهم في الفتنة وعاونتموهم علي ظلمهم.

وَمَنْ قَرَأَ (فَهَلْ عَسَيتُم إن تَوَلَّيْتُمْ) فمعناه: إن توليتم أمور الناس، وَوَلَيتُمْ أعمالهم.

وقيل: معنى إن توليتم، أى: أعرضتم عن الحق.

والله أعلم بما أراد.

* * *

وقوله جلَّ وعزَّ: (وتُقَطَّعُوا أَرْحَامَكُمْ)

قرأ يعقوب وحده (وتَقْطَعُوا أرْحَامِكُمْ) بفتح التاء، وسكون القاف، وفتح

الطاء خفيفة.

وقرأ الباقون (وتُقَطَّعُوا أَرْحَامَكُمْ) بضم التاء، وتشديد الطاء.

قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (وتَقْطَعُوا) فهو من قولك قَطع رحِمَهُ يقطها.

ومن قرأ (وتُقَطِّعُوا) فهو من قَطَّعَ رَحِمَهُ يُقَطِّهَا، وهو أبلَغ في باب قطيعة الرحم من قَطَع يَقْطَعُ.

* * *

وقوله جلَّ وعزَّ: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ (٣١)

قرأ أبو بكر عن عاصم (وَلَيَبْلُوَنَّكُمْ) بالياء، (حَتَّى يَعْلَمَ. . . وَيَبْلُوَ)

ثلاثهن بالياء.

وقرأ الباقون ثلاثهنَّ بالنون.

وقرأ يعقوب ثلاثهن بالنون، غير أنه أسكن الواو من قوله: (وَنَبْلُوَ أخْبَارَكُمْ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>