قال الفراء: مَنْ قَرَأَ (فأجمعُوا كيدَكُم) فإن الإجماع: الإحكام والعزيمة على
الشيء، تقول: أجْمَعْتُ الخروج، وأجمَعْتُ على الخروج -
وأنشد:
يا ليت شعري والمُنَى لا تَنْفَعُ ... هل أَغْدُوَنْ يوماً وأَمْري مُجْمَعُ
أي: أحكِم وعُزِم عليه.
قال: وَمَنْ قَرَأَ (فاجمَعُوا كيدكم) فمعناه: لا تَدَعُوا من كَيدكم شيئًا إلا جئتم به.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ:(ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا (٦٤)
روى خلف عن عبيد عن شبل (ثُمِّ) بكسر الميم (إيتُو) بقطع الألف.
وروى عبيد عن شبل عن ابن كثير (ثُمَّ ايتوا) بفتح الميم، ثم يأتى بعدها يياء
ساكنة.
قال ابن مجاهد: وهذا أشبه بالصواب؛ لأن ابن كثير أراد بلفظه هذا اتبَاع
الكتاب؛ لأن الأصل في (ايتوا) : إأْتوا، بهمزتين: الأولى مكسورة، والثانية
ساكنة، فصارت الهمزة الساكنة ياء لانكسار ألف الوصل التي قبلها: لأن ألف الوصل داخلة على ألف الأصل - ألا ترى أنك تقول: أتى زيد، يأتي فتجد الألف لا تبقى [..](١) وهى إحدى علامتي ألف الوصل، فإذا وصلت القراءة قلت: