كأنه قال: كما شَرِقَتْ القناةُ -
ومن نصب فقال. (إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ) فلها معنيان.
أحدهما: أن التي سألتني عنها (إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ) .
والمعنى الثاني: أن فِعْلَةَ الإنسان إن تكُ صغيرة قدْر مثقال حبة -
وهذا مَثَل لأعمال العباد، إنِ الله يأتي بها يوم القيامة.
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨) .
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فِي صَخْرَةٍ)
يقال: إن الصخرة هاهتا هي التي تحت الأرض.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)
قرأ نافع وأبو عمرو وحفص، (نِعَمَهُ) جماعةً -
وقرأ الباقون (نِعْمَةً) منونةً.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (نِعْمَةً) فهو واحد، ومعنى النعمة: إنعامُه على عبده
بتوفيقه لتوحيده وإخلاصه -
وَمَنْ قَرَأَ (نِعَمَهُ) فمعناها: جميع ما أنعم الله على عباده -
قال الفراء: هذا وجه جيد؛ لأن الله قال: (شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ) ، فهذا
جمع النَّعَم، وهو دليل على أن (نِعَمَهُ) جائز -
وأخبرني المنذري عن محمد بن يونس، قال - حدثنا عون بن عُمارة عن سليمان ين عمران الكوفي عن أبي حازم
عن ابن عباس في قوله: (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)
قال: الظاهرة: الإسلام.
والباطنة: ستر الذنوب.