قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (يَنشُرُكم) فمعناه: يَبثكم،
وَمَنْ قَرَأَ (يُسَيِّرُكُمْ)
فهو (تفعيل) من سارَ، وسيَّره غيرُه.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (٢٣)
قرأ حفص عن عاصم (مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) نصبًا وكذلك روى هارون عن ابن كثيرٍ، وقرأ الباقون بالرفع.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) فعلى المصدر، المعنى: تُمَتعون
(مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) .
ومن: قرأ (مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) بالرفع فمن جهتين:
إحداهما: أن يكون (مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) خبرًا لقوله
(إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعُ)
ويجوز أن يكون: خبر الابتداء قوله (عَلَى أَنْفُسِكُمْ) : ويكون
(مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) على إضمار (هو) ، والمعنى: إن مَا تنالونه بهذا الفساد
والبغى، إنما تتمتعون به في الدنيا ثم إلينا مرجعكم.
وقوله جلَّ وعزَّ: (قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ (٢٧)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute