وقوله جلَّ وعزَّ: (لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ (٤٩)
قرأ حمزة والكسائي (لتُبيِّتُنَّهُ. . ثُمَّ لتَقُولُنَّ) بالتاء جميعًا.
وقرأ الباقون (لَنُبَيِّتَنَّهُ. . . ثُمَّ لَنَقُولَنَّ) بالنون فيهما.
قال أبو منصور: قال الفراء: مَنْ قَرَأَ (لَنُبَيِّتَنَّهُ) بالنون (ثُمَّ لَنَقُولَنَّ)
أراد: أنهم قالوا: (تقاسموا) فجعل (تقاسموا) خبرًا، فكأنهم قالوا مُتقاسمين (لتُبيِّتُنَّهُ. . . ثُمَّ لَنَقُولَنَّ) .
قال: وَمَنْ قَرَأَ (لتُبيِّتُنَّهُ. . ثُمَّ لتَقُولُنَّ)
جعل (تقاسموا) أمرًا في موضع جزم، كأنهم قالوا: تحالفوا وأقْسِمُوا لتُبيتنه. قال: النون تجوز من هذا الوجه؛ لأن الذي قال لهم تقاسموا معهم في الفعل داخل، وإن كان قد أمرهم.
ألا ترى أنك تقول: قوموا نذهبْ إلى فلان؛ لأنه أمرهم وهو معهم في الفعل.
قال والنون أعجب الوجوه إليَّ.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (إِنَّا دَمَّرْنَاهُمْ (٥١)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر بكسر الألف (إِنَّا) .
وقرأ الباقون: (أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ) بفتح الألف.
قال الفراء: مَنْ قَرَأَ (إِنَّا دَمَّرْنَاهُمْ) بالكسر فعلى الاستئناف، وهو يفسر
ما قبله، كقوله: (فَلْيَنظر الإنسانُ إلى طَعَامِه، إنَّا صَبَبْنَا الماء) يستأنف
وهو يفسر ما قبله.
وَمَنْ قَرَأَ (أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ) بالفتح فيكون (أَنَّا) في موضع الرفع،
يجعلها تابعة لقوله: (عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ) قال: وإن شئت جعلت (أَنَّا) نصبًا