وقال الزَّجَّاج: نصبه على الحال من شيئين:
أحدهما: من الهاء والميم،
المعنى: يَطُوف على الأبرار وِلْدَان مُخَلَّدون عاليًا الأبرارَ ثيابُ سنْدس؛ لأنه
وصَفَ أحْوَالهم في الجَنة، فيكون المعنى: يَطوف عليهم في هذه الحال هؤلاء.
قال: ويجوز أن يكون حالاً من الوِلْدان، المعنى: إذا رأيتهم حَسِبْتَهم لُولؤا
مَنثورًا في حال عُلو الثياب إياهم.
قال: فالنصب على هذا بَيِّن.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) .
قرأ ابن كثير، وأبو بكر عن عاصم " خضرٍ "، خفضًا، (وَإِسْتَبْرَقٌ) رفعا.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر ويعقوب (خُضْرٌ) ، رفعَا، و (إستبرقٍ) خفضًا.
وقرأ نافع، وحفص عن عاصم (خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ) ، رفعًا جميعًا.
وقرأ حمزة والكسائي (خُضْرٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) ، خفضَا جميعًا.
قال أبو منصور: من قرأ (خضرٌ) فهو جيد؛ لأنه نعتٌ لقوله (ثيابُ) ،
والثياب جمع، و (خضرٌ) نعت للجمع.
ومن قرأ (خُضْرٍ) فهو من نعت السندس، والسندس في المعنى راجع إلى الثياب.
ومن رفع (وَإِسْتَبْرَقٌ) فهو معطوف على الثياب، المعنى: وعليهم إستبرقٌ.
ومن خفض نسق على (سندُسِ) ، ويكون المعنى: عليهم ثيابٌ من هذين النوعين: ثياب سندسٍ، وإستبرقٍ.