وروى شبل وإسماعيل بن عبد اللَّه عنْ ابن كثير (بِالسُّوقِ) بغير همز.
وروى بعضهم عن أبي عمرو وعن ابن كثير " بِالسُّؤوقِ " بهمزة مضمومة
بعدها واو، على (فُعُول) .
قال أبو منصور: أما ما روى البزِّي عن ابن كثير (بِالسُّؤقِ) مهموزًا، فهو
عندي وهْمٌ.
ولا همز فيه، ولا في (الساق) .
والقراء كلهم على أن لا همز فيه.
وأما ما روي لأبى عمرو عن ابن كثيرٍ (بالسُّؤوقِ) فللهمزة فيها وجه؛ لأن
من العرب من يهمز مثل هذه الواو إذا انضمت.
والقراءة التي اتفق عليها قراء الأمصار (السُّوقِ) بغير همز.
ولا يجوز عندي غيرها.
وقيل: سوقٌ، وسَاقٌ. كما يُقَال: لوبٌ، ولابٌ.
وقال بعضهم: السُّوقُ: جمع السَّاقِ.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ (٢٤)
روى علي بن نصر عن أبي عمرو (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَاهُ) - خفيفة -
وقرأ سائر القراء وأبو عمرو معهم (أَنَّمَا فَتَنَّاهُ) بتشديد النون.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (فَتَنَاه) بالتخفيف فالفعل للملكَيْن اللذين اختصما إلى داوود.
ومعنى فَتَنَاهُ: امتحناه في الحكم.
وَمَنْ قَرَأَ (أَنَّمَا فَتَنَّاهُ) بتشديد النون، فالمعنى:
عَلِمَ داوودُ أنَّا فَتَنَّاهُ، أى: امتحنَّاه بالملكين الذين احتكما إليه بأمرنا، والفعل للَّه في (فَتَنَّاهُ) .