ي
ما عاقني خجلي عن العليا ولا ... سدل الخمار بلمتي ونقابي
عن طي مضمار الرهان إذا اشتكت ... صعب السباق مطامح الركاب
بل صولتي في راحتي وتفرسي ... في حسن ما أسعى لخير مآب
ناهيك من سر مصون كنهه ... شاعت غرابته لدى ا؟ لأغراب
كالمسك مختوم بدرج خزائن ... ويصوغ طيب طيبه بملاب
أو كالبحار حوت جواهر لؤلؤ ... عن مسها شلت يد الطلاب
در لشوق نوالها ومنالها ... كم كابد الغواص فعل عذاب
والعنبر المشهور وافق صونها ... وشؤنه تتلى بكل كتاب
فأنرت مصباح البارعة وهي لي ... منح الإله مواهب الوهاب
وقولها وقد توسلت بالمقام النبوي صلى الله عليه وسلم:
أعن وميض سري في حندس الظلم ... أم نسمة هاجت الأشواق من أضم
فجدد إلى عهد بالغرام مضى ... وشاقني نحو أحبابي بذي سلم
دعا فؤادي من بعد السلو إلى ... من كنت أعهد في قلبي من القدم
وهاجني لحبيب عشق منظره ... يمحو ويثبت ما يهواه من عدمي
يمحو سلوي كما يمحو إساءته ... حبي له فعذابي فيه كالنعم
رام الوشاة سلوي عن محبته ... ولم أوف لهم عذلا ولم أرم
كيف استنار الجوى يا من تملكني ... وشاهد العشق في العشاق كالعلم
فيا له معرضا عني ومعترضا ... بين الفراغ وقلبي فهو متهمي
حسبي من الحب ما أفضى إلى تلفي ... وما لقيت من الآلام والسقم
إني رددت عناني عن غوايته ... وقلت يا نفس خلي باعث الندم
ولذت بالمصطفى رب الشفاعة إذ ... يدعو المنادي فتحيا الناس من رمم
طه الذي قد كسى إشراق بعثته ... وجه الوجود سناء الرشد والكرم
طه الذي كللت أنوار سنته ... تيجان أمته فضلا على الأمم
نعم الحبيب الذي من الرقيب به ... وهو القريب لراجي المجد والنعم
روحي الفداء ومن لي أن أكون له ... هذا الفداء وموجودي كمنعدم
وما هي الروح حتى أفتديته بها ... وهي البقاء بقاء الظلم والظلم
والعمر أوفت ثقال الوزر لمحته ... وبددته صروف الدهر بالتهم
أين الرشاد الذي أعددته لغد ... غويت عنه فزلت بالهوى قدمي
من لي بأطلال بان عز منظرها ... تسقي بطل من الآماق منسجم
تحط أثقال وزر لا تقوم بها ... شم الرواسي من راس ومنهدم
كم بنبع زلل قد فاض من يده ... أروى الأوام وأسقى منه كل ظم