والجذع أن له من بعده جزعا ... لما نأى عنه مولى العرب والعجم
لانت له الصخرة الصماء طائعة ... مذ مسها سيد الكونين القدم
فيا لها معجزات ما لها عدد ... أقلها ما بدا نار على علم
ولا يحيط به مدحي ولو جعلت ... جوارحي ألسنا ينطقن بالحكم
وإنما أرتجي من مدحه قبسا ... يهذي الصراط ويشفي الروح من ألم
وكيف لي باتعاظ النفس آمرتي ... بالسوء ناهيتي عن مورد النعم
فما التماسي عن خير يقربني ... إلى النعيم ولا نسقي بمنتظم
لكن لي أسوة أشفي بها وصبي ... حسن ارتباطي بحبل غير منفصم
ومنة الله دين وصفه قيم ... لحجني أن أخف يوم للقا يقم
وما سوى فوز كوني بعض أمته ... ذخرا أفوز به من زلة الوصم
إلا التماسي عفواف بالشفاعة لي ... من خاتم الرسل خير الخلق كلهم
مددت كف الرجا أرجو مراحمه ... وقد حللت به في شهره الحرم
محمد المصطفى مشكاة رحمتنا ... مصباح حجتنا في بعثة الأمم
يا من به أفتدي يوم الزحام إذا ... أبديت ناصية مفجومة الوسم
أقول حين أوافي الحشر في خجل ... إن الكبائر أنست ذكرة اللمم
يا خير من أرتجي إن لك تكن مددي ... وأزلتي يوم وضع القسط والدمي
فأشفع بحب الذي أنت الحبيب له ... لولاك ما أبرز الدنيا من العدم
عليك أزكى صلاة الله ما افتتحت ... أدوار دهر وما ولت بمختتم.
وقولها غزلا:
منثور حسنك في الحشا سطرته ... ورقيم خطك طالما كررته
سطر العذار تلوته فوجدته ... يومي لسفك دمي وقد سلمته
وقولها في الخمريات:
لاح الصبوح وبهجة الأوقات ... فاشرب وعاطي الصب بالكاسات
واجلب براحك للقلوب تروحا ... فالراح تبدع نشأة اللذات
وانهض فديتك فالزمان مراقبي ... فالحظ لي في كل يوم آتي
ودع الوشاة وما تقول عواذلي ... فالعين عيني والصفات صفاتي
ودعني ومالي في الفؤاد بحبها ... لما صبا بشقائق الوجنات
لا غرو أن كان الرشيق يديرها ... في معهد الغزلان والبانات
فانا الأسير بظل روض كرومها ... ولو أن في عتقي هني حياتي
وأنا الشهيد بحب ذوق عصيرها ... إن كان في حب الكؤوس مماتي
جهل العواذل ما تريد بشربها ... نفسي وما تلقى من السكرات
تسليني عن جفوة أم صبوة ... لفؤادي المضنى من الحسرات