شتان بين ظنونهم وسرائري ... والله يعلم منتهى غاياتي
كما باتت الأحداق يسقى طلها ... روض الجوى وحدائق اللوعات
يا عاذلي كف الملام فإنني ... صلب بدت بين الورى آياتي
قل ما تشاء فإن قولك مطربي ... وحديث من أهوى دوا علاتي
إن شئت لمني أو فهدد وانته ... فأليم لومك في الهوى لذاتي
لعبت بي الأشجان حتى إنني ... لم أدر من أهوى ومن هو ذاتي
ورسا بي الشوق الخؤن لمعهد ... أهو العلى أم غرفة الجنات
وقلوها تهنئة بمولود:
تجلى النور في أفق المعالي ... وحل البدر في أوج الكمال
وأزهرت الكواكب مسفرات ... عن البشرى كإشراق الليالي
وأبدى الدهر مولودا زكيا ... تلوح عليه آيات الجلال
عطاره بلائحة التهاني ... أتى الأعتاب والإقبال عالي
فألبسنا من الأفراح تاجا ... وكلله بأنواع اللآلي
فطب صدرا وقر به عيونا ... ودم فرحا بهاتيك الخلال
فمشكاة السعود لديك تنمو ... وعباس علي النضر غالي
مخايله الشريفة معلنات ... بأن سيكون في أبهى الخصال
ويقفوا الشبل في وصف أباه ... كما يقفوا الرشا أثر الغزال
وقال مشطرة لهذين البيتين:
وليلى ما كفاها الهجر حتى ... أطالت في دجى ليلي أنيني
وكل تجلدي بالصبر لما ... أباحت في الهوى عرضي وديني
فقلت لها ارحمي الأمي قالت ... كذا خط اليراع على الجبين
فدع قلق الصغار وكن صبورا ... وهل في الحب يا أمي ارحمي
وقالت في تشطيرهما أيضا:
وليلى ما كفاها الهجر حتى ... أذاعت بعد كتمان شجوني
وحين تبينت آيات وجدي ... أباحت في الهوى عرضي وديني
فقلت لها ارحمي الأمي قالت ... جننت وفي الهوى بعض الجنون
وهبني كنت أمك كيف أحنو ... وهل في الحب يا أمي ارحميني