بعضها مخاطبة زحل (وذكر الاقوال المزعومة في تلك المخاطة) وكان عبد السلام حاضرا، فقال له ابن يونس، هذا خطك؟ قال نعم. قال:
لم كتبته؟ قال: لأرد على قائله. فلما كان يوم الجمعة ١٢ صفر جلس قاضي القضاة والعلماء- وفيهم ابن الجوزي- على سطح المسجد المجاور لجامع الخليفة، وأضرموا تحت المسجد نارا عظيمة، وخرج الناس من الجامع فوقفوا على طبقاتهم والكتب على سطح المسجد بين ايديهم.
فقام رجل يقال له ابن الارستانية (كذا اي المارستانية) فجعل يقرأ كتابا كتاب ويقول: العنوا من كتبه ومن يعتقده. فيصيح العوام باللعن، وعبد السلام حاضر» . وقال ابن القفطي «اخبرني الحكيم يوسف السبتي الاسرائيلي، قال: كنت ببغداد يومئذ تاجرا وحضرت المحفل.
وسمعت كلام ابن المارستانية وشاهدت في يده «كتاب الهيئة» لابن الهيثم، وهو يشير الى الدائرة التي مثّل بها الفلك، وهو يقول «وهذه الداهية الدهياء والنازلة الصماء.. الخ. وبعد اتمام كلامه خزقها والقاها في النار. قال: فاستدللت على جهله ونقصه، اذ لم يكن في «الهيئة» كفر، وانما هي طريق الى الايمان ومعرفة قدر الله- جل وعز- في ما احكمه ودبره» قال ابن القفطي «واستمر الركن عبد السلام في السجن معاقبة له على ذلك الى ان افرج عنه سنة ٥٨٩» .
٢- هو ابو الحسن محمد بن اسحاق بن محمد بن هلال بن المحسن البغدادي، من بيت كتابة وادب. سمع من النعالي وغيره، وكان ثقة. «توفي سنة ٥٦٣ عن ٨٣ عاما. «عبر الذهبي» ٤/١٨٢، «شذرات» ٤/٢٠٩.
والجدير بالذكر وجود ابي الحسين محمد بن اسحاق بن محمد، وهو حفيد ابي الحسن ابن الصابي الكاتب. ولد سنة ٥٥٦، وسمع الحديث من عبد الله بن منصور ابن الموصلي، وكتب عنه ابن الدبيثي، وكان يروي الحديث وتوفي سنة ٦١٩. «المختصر المحتاج» ١/٢٤.