للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : "إِنَّ صَاحِبَيِ الصُّورِ، بِأَيْدِيهِمَا -أَوْ فِي أَيْدِيهِمَا- قَرْنَانِ، يُلَاحِظَان النَّظَرَ مَتَى يُؤْمَرَانِ" (١). [تحفة: ٤١٩٣]

٤٢٧٤ - (حسن صحيح) حَدَّثنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ: وَالَّذِي اصْطفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ، فَرَفَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَدَهُ فَلَطَمَهُ، قَالَ: تَقُولُ هَذَا، وَفِينَا رَسُولُ اللهِ ، فَذَكَرَتُ (٢) ذَلِكَ لِرسُولِ اللهِ ، فَقَالَ: "قَالَ اللهُ ﷿: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨)[الزمر: ٦٨] فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَرَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلِي، أَوْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللهُ [﷿] (٣)؟ وَمَنْ قَالَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى، فَقَدْ كَذَبَ". [خ: ٣٤٠٨، م: ٢٣٧٣، د: ٤٦٧١، ت: ٣٢٤٥، تحفة: ١٥٠٧٦]

٤٢٧٥ - (صحيح) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ وَهُوَ عَلى


(١) قلت: قال المعلق! على سنن ابن ماجه طبعة الرسالة: "تنبيه: جاء في سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (٣/ ٤٨٩) في الاستدراكات ما نصه: تنبيه: قال ابن جرير الطبري: تظاهرت الأخبار عن رسول الله أنه قال: "إن إسرافيل قد التقم الصور وحنا جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ" نقله عنه الحافظُ ابنُ كثير في تفسيره (٢/ ١٧٢) وأتبعه بقوله: رواه مسلم في صحيحه، وهذا وهم محض. ثم تكلم في حق مُخْتَصِرهِ كلامًا لا يليق بأهل العلم أن يتفوهوا بمثله. وكان ينبغي على الشيخ وهو الذي يصفه المفتونون به بحافظ العصر! أن يتأكد هل قال ابن كثير: رواه مسلم، أم هذا مما أقحمه النساخ، إنه لو كان يتعاطى صناعة التحقيق لرجع إلى الطبعة المحققة المتقنة فإنه لن يجد هذا العزو، انظر الجزء الثالث (ص ٢٧٦) من طبعة الشعب، فقد ذكر المحققون الثلاثة أن عزو الحديث إلى مسلم قد ورد في الطبعات السابقة على حين خلت منه مخطوطة الأزهر التي اعتمدوا عليها ..... ". قلت: وفي كلام المعلق! تحامل وتجني على شيخنا، فشيخنا أفاد القراء بأنه قد وقع في تفسير ابن كثير الحديث معزوًا لمسلم، وهذا حق بالنسبة لكل الطبعات القديمة من تفسير ابن كثير، فهل يكلف شيخنا أن يراجع المخطوطات ويبحث عن أدق النسخ في بحث عرض له وهو ليس في مقام تحقيق تفسير ابن كثير؟! لذا اكتفى بقوله: "وهذا وهم محض"، ثم تغافل المعلق! فحذف تمام كلام شيخنا والذي فيه فضح لحبيبه الصابوني! حيث قال شيخنا: "وهذا وهم محض، قلده عليه مختصره الشيخ الصابوني (١/ ٥٩٠) وهذا من جهله بهذا العلم وعدم عنايته به، وتقليده تقليدًا أعمى، ولم يقنع بذلك حتى ضم إليه سيئة أخرى، وهي أنه سرق هذا التخريج من ابن كثير فنقله إلى حاشيته، موهمًا القراء أنه من علمه! " انتهى كلام شيخنا بحروفه، والذي حذفه المعلق! واكتفى بقوله: "ثم تكلم في حق مختصره كلامًا لا يليق بأهل العلم أن يتفوهوا بمثله".
وسؤالنا للمعلق! هداه الله: أيهما أحق بالتشنيع عليه: شيخنا الذي نفى وجود الحديث في صحيح مسلم أم الصابوني الذي أكد وجوده وعزوه لمسلم بذكره إياه في الحاشية؟! ثم من هو مطالب بالرجوع إلى المخطوطات والنسخ المتقنة، مَنْ نقل من كتاب نقلًا عرضيًا أم من قام باختصاره وتحقيقه والتعليق عليه؟! وهل يصح يا فضيلة المعلق! أن تقول في نهاية بحثك وردك: "لكن لا ينبغي له أن يرتب على هذه الأخطاء مذمة الآخرين والإساءة إليهم" وأنت قد عذرت الصابوني والذي أقر ما في النسخ المطبوعة من تفسير ابن كثير بل نسبه لنفسه، ولم تعذر بل وتحمل الألباني الوزر والذنب في عدم مراجعة النسخ الخطية كأن ما في الطبعات السابقة لابن كثير جاء من الهواء والفراغ. وهل عدم وروده في مخطوطة الأزهر والتي هي نسخة متقنة ينفي وجوده في نسخ متقنة أخرى، وها أنت حققت سنن ابن ماجه على نسخة متقنة ومع هذا وجدت أشياء ليست فيها ووجدتها في نسخ دونها في الضبط وهي قطعًا من السنن بدليل عزو حفاظ الإسلام لها لسنن ابن ماجه. هذا ما جاد به القلم في هذه العجالة وإن كان المقام يقتضي التوسع في الرد فعسى أن يكون في موضع آخر هدانا الله والأستاذ لما يحبه الله ويرضاه.
(٢) في باريس: "فذكر".
(٣) زيادة من التيمورية.

<<  <   >  >>