والحبال كلهَا سود، وَعَلِيهِ جُبَّة خَز سَوْدَاء، وتحتها فَرْوَة فنك، قد استشعره؛ لما هُوَ فِيهِ من شدَّة الْبرد وَالْعلَّة، وفوقها دراعة خَز أسود، مبطنة بفنك، وقلنسوة طَوِيلَة، وعمامة خَز سَوْدَاء، وَهُوَ عليل لما بِهِ، وَخلف الرشيد خَادِم يمسِكهُ؛ لِئَلَّا يمِيل بِبدنِهِ، وَالْفضل بن الرّبيع جَالس بَين يَدَيْهِ.
فَقَالَ للفضل: مر بكرا بإحضار مَا مَعَه من الْكتب السّريَّة.
فأنكرها، وَقَالَ: مَا كَانَ معي إِلَّا الْكتب الَّتِي أوصلتها.
فَقَالَ للفضل: توعده، وأعلمه أَنه إِن لم يمتثل؛ قتلته، فَأَقَامَ بكر على الْإِنْكَار.
فَقَالَ الرشيد، بِصَوْت خَفِي: قنبوه، فجيء ببكر، وَجِيء بالقنب، وقنب من فرقه إِلَى قدمه.
قَالَ بكر: فأيقنت بِالْقَتْلِ، ويئست من نَفسِي، وَعلمت على الْإِقْرَار.
فَأَنا على ذَلِك، وَإِذا قد أحضر هَارُون أَخا رَافع، وقرابته الَّذِي كَانَ مَعَه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute