قَالَ: فَعَاد الْغُلَام، وَقَالَ: كَلمته، فَقَالَ: رَضِينَا بذلك.
فَقلت: يَا فلَان، اخْرُج، وَاحْذَرْ أَن يفتح الْبَاب كُله فَتدخل الْجَمَاعَة، وَأرى أَن تَقول لَهُ، أَن يتباعد عَن الْبَاب إِلَى الشَّارِع قَلِيلا، وَينزل، ويقصده هُوَ وَأَبُو بكر النَّقِيب فَقَط، وَاجعَل فِي الدهليز نفسين يمسكان الْبَاب من نقاوة الغلمان.
فَقَالَ: نعم.
ثمَّ قُمْت بنفسي، فأغلقت بَاب حَدِيد كَانَ بَين صحن الدَّار والدهليز، وَجعلت خَلفه جمَاعَة غلْمَان بِالسِّلَاحِ.
وَقلت: قل لَهما أَن يدخلا، وَافْتَحْ من الْبَاب الَّذِي على الشَّارِع قَلِيلا فَإِن ازْدحم النَّاس، وتكاثروا، فَهِيَ حِيلَة، فَدَعْهُمْ يدْخلُونَ، وَصَحَّ: مَا هَذَا؟ فَأعْلم أَنَّهَا حِيلَة، فَأخْرج من بعض الْأَبْوَاب، أما هم فيفضون إِلَى هَذَا الْبَاب، وَهُوَ مقفل، ووراءه الغلمان.
وَإِن حضرا وحيدين، فَقل لَهما: الشَّرْط أَن أقفل الْبَاب من وَرَاء ظهريكما بَيْنكُمَا وَبَين أصحابكما، ثمَّ افْتَحْ الْبَاب الَّذِي يَلِي الشَّارِع، حَتَّى يدخلَانِ، ثمَّ اقفله، وارم مفاتيحه من تَحت الْبَاب الثَّانِي إِلَيْنَا إِلَى الصحن، ودق هَذَا الْبَاب، فَإِنِّي وَاقِف وَرَاءه، لأتقدم بفتحه، فيدخلان.
فَفعل الْحَاجِب ذَلِك، وَحصل أَبُو بكر النَّقِيب والترجمان فِي الدهليز وحيدين.
فَلَمَّا سَمِعت صَوت قفل الْبَاب الْخَارِجِي، وَأَنا عِنْد الْبَاب الداخلي، ودق الْحَاجِب الْبَاب الثَّانِي، وَرمى بالمفتاح، عدت إِلَى مجلسي، فَجَلَست فِيهِ، ونحيت من كنت أقمته وَرَاء الْبَاب الثَّانِي بِالسِّلَاحِ، وأعدت عَلَيْهِم الْوَصِيَّة بِقَتْلِهِمَا إِن صحت: يَا غلْمَان اخْرُجُوا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute