فَأخذت أطاولها فِي الْكَلَام، فبسطتني، فكدت أَمُوت فَرحا وسرورًا، إِلَى أَن قَالَت: هَل لَك زَوْجَة؟ فَقلت: لَا وَالله يَا سيدتي، وَمَا أعرف امْرَأَة قطّ، وبكيت.
فَقَالَت: مَا لَك؟ قلت: خير، وهِبْتُهَا ثُمَّ قُمْتُ وَأَخَذْتُ بِيَدِ الْخَادِمِ الَّذِي كَانَ مَعَهَا، وَأَخْرَجْتُ لَهُ دَنَانِيرَ كَثِيرَةً، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَتَوَسَّطَ الأَمْرَ بَيْنِي وَبَيْنَ سِتَّهُ.
فَضَحِك، وَقَالَ: إِنَّهَا هِيَ، وَالله، أعشق مِنْك لَهَا، وَمَا بهَا حَاجَة إِلَى مَا اشترته مِنْك، وَإِنَّمَا تجيئك محبَّة لمطاولتك، فخاطبها بِمَا تُرِيدُ، فَإِنَّهَا تقبله، وتستغني عني.
فعدت، وَكنت قلت لَهَا: إِنِّي أمضي لأنقد الدَّنَانِير، فَلَمَّا عدت، قَالَت: نقدت الدَّنَانِير؟ وضحكت، وَقد كَانَت رأتني مَعَ الْخَادِم.
فَقلت لَهَا: يَا ستي، الله، الله، فِي دمي، وخاطبتها بِمَا فِي نَفسِي مِنْهَا، فأعجبها ذَلِك، وَقبلت الْخطاب أحسن الْقبُول.
وَقَالَت: الْخَادِم يجيئك برسالتي بِمَا تعْمل عَلَيْهِ، وَقَامَت وَلم تَأْخُذ مني شَيْئا، فوفيت النَّاس أَمْوَالهم، وحصلت ربحا وَاسِعًا، واغتممت خوفًا من انْقِطَاع السَّبَب بيني وَبَينهَا، وَلم أنم لَيْلَتي قلقًا وخوفًا.
فَلَمَّا كَانَ بعد أَيَّام جَاءَنِي الْخَادِم، فأكرمته، ووهبت لَهُ دَنَانِير لَهَا صُورَة، وَسَأَلته عَنْهَا.
فَقَالَ: هِيَ، وَالله، عليلة من شوقها إِلَيْك.
فَقلت: فاشرح لي أمرهَا؟
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute