فَقَالَ: هَذِه صبية ربتها السيدة أم أَمِير الْمُؤمنِينَ المقتدر بِاللَّه، وَهِي من أخص جواريها عِنْدهَا، وأحضاهن، وأحبهن إِلَيْهَا.
وَإِنَّهَا اشتهت رُؤْيَة النَّاس، وَالدُّخُول وَالْخُرُوج، فتوصلت حَتَّى صَارَت القهرمانة، وَصَارَت تخرج فِي الْحَوَائِج، فترى النَّاس.
وَقد، وَالله، حدثت السيدة بحديثك، وسألتها أَن تزَوجهَا مِنْك، فَقَالَت: لَا أفعل، أَو أرى الرجل، فَإِن كَانَ يستحقك، وَإِلَّا لَا أدعك واختيارك.
وتحتاج إِلَى أَن تتحيل فِي إدخالك إِلَى الدَّار بحيلة، إِن تمت وصلت إِلَى تَزْوِيجهَا، وَإِن انكشفت ضربت عُنُقك، فَمَا تَقول؟ فَقلت: أَصْبِر على هَذَا.
فَقَالَ: إِذا كَانَ اللَّيْلَة، فأعبر إِلَى المخرم، وادخل الْمَسْجِد الَّذِي بنته السيدة على شاطئ دجلة، وعَلى حَائِطه الْأَخير مِمَّا يَلِي دجلة، اسْمهَا مَكْتُوب بالآجر الْمَقْطُوع، فَبت فِيهِ.
قَالَ أَبُو الْفرج بن النَّرْسِي: وَهُوَ الْمَسْجِد الَّذِي قد سد بَابه الْآن سبكتكين، الْحَاجِب الْكَبِير، مولى معز الدولة، الْمَعْرُوف بجاشنكير، وأضافه إِلَى ميدان
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute