للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَفسِي أَن أعيش، وَتَكون لبنى غَائِبَة عني أبدا، وَأَن لَا تكون فِي حبالي.

فَقَالَ: لَا أرْضى بذلك، أَو تطلقها، وَحلف لَا يكنه سقف بَيت أبدا، حَتَّى يُطلق لبنى.

وَكَانَ يخرج فيقف فِي حر الشَّمْس، وَيَجِيء قيس فيقف إِلَى جَانِبه، فيظله بردائه، وَيصلى هُوَ بَحر الشَّمْس، حَتَّى يفِيء الْفَيْء عَنهُ، وينصرف إِلَى لبنى، فيعانقها، ويبكي، وتبكي مَعَه.

وَتقول لَهُ: يَا قيس، لَا تُطِع أَبَاك، فتهلك، وتهلكني مَعَك.

فَيَقُول لَهَا: مَا كنت لأطيع أحدا فِيك أبدا.

فَيُقَال: إِنَّه مكث كَذَلِك سنة، ثمَّ طَلقهَا لأجل وَالِده، فَلم يطق الصَّبْر عَنْهَا.

قَالَ ابْن جريج: أخْبرت أَن عبد الله بن صَفْوَان لَقِي ذريحًا أَبَا قيس، فَقَالَ لَهُ: مَا حملك على أَن فرقت بَين قيس ولبنى، أما علمت أَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: مَا أُبَالِي فرقت بَين الرجل وَامْرَأَته، أَو مشيت إِلَيْهِمَا بِالسَّيْفِ.

وروى هَذَا الحَدِيث، إِبْرَاهِيم بن يسَار الرَّمَادِي، عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن عَمْرو بن دِينَار، قَالَ: قَالَ الْحُسَيْن بن عَليّ عَلَيْهِمَا السَّلَام لذريح بن سنة، أبي قيس: أحل لَك أَن فرقت بَين قيس ولبنى، أما أَنِّي سَمِعت عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ، يَقُول: مَا أُبَالِي فرقت بَين الرجل وَامْرَأَته، أَو مشيت إِلَيْهِمَا بِالسَّيْفِ.

قَالَ أَبُو الْفرج: أَخْبرنِي مُحَمَّد بن خلف، وَكِيع، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن زُهَيْر، قَالَ: حَدثنَا يحيى بن معِين، قَالَ: حَدثنَا عبد الرَّزَّاق، قَالَ: حَدثنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>