فأقمت على ذَلِك ثَلَاثِينَ يَوْمًا، يَغْدُو إِلَيّ، وأروح إِلَيْهِ، وَرُبمَا غَدَوْت أَنا، وَرَاح هُوَ وهداياه، وألطافه تَأتِينِي فِي كل يَوْم من الْفَاكِهَة، والثلج، وَالْحَيَوَان والحلوى.
فَلَمَّا كَانَ بعد ثَلَاثِينَ يَوْمًا، جَاءَنِي، فَقَالَ لي: قد عشقت مصر يَا أَبَا أَيُّوب، وَالله مَا هِيَ طيبَة الْهَوَاء، وَلَا عذبة المَاء، وَإِنَّمَا تطيب بِالْولَايَةِ والاكتساب، وَلَو دخلت إِلَى سر من رأى، لما أَقمت إِلَّا شهرا حَتَّى تتقلد أجل الْأَعْمَال.