فَقُمْت إِلَى أبي أَيُّوب، وتعانقنا، وبكينا طَويلا.
فَقَالَ لي: قبل كل شَيْء، رَأَيْت أعجب من بغيه عَليّ، وَقَوله بالتطانز والهزء: أتراه يقدر أَن ابْنه هَذَا يكون وزيرا، فَكيف يَأْمَن أَن يكون هَذَا؟ وَالله إِنِّي لأرجو أَن يبلغ الله ابْني الوزارة، ويتقدم إِلَيْهِ عمر متظلما.
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم، تقدم إِلَيّ عمر متظلما، وَمَا كنت رَأَيْته قبل ذَلِك، وَلَا عرفت لَهُ خَبرا.
وَوَقع إِلَيّ هَذَا الْخَبَر، من وَجه آخر، فَحَدثني بِهِ أَبُو الْحسن أَحْمد بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن البهلول التنوخي، قَالَ: أخبرنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن الْفَتْح الْمَعْرُوف بالمطوق، مناولة، من كِتَابه كتاب (مَنَاقِب الوزراء ومحاسن أخبارهم) ، قَالَ: حَدثنِي أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن عبد الله بن عمر بن حَفْص الْكَاتِب، عَن أَبِيه، أبي الْقَاسِم عبد الله، أَو عَن أبي الْقَاسِم مَيْمُون بن إِبْرَاهِيم بن يزِيد، الشَّك من المطوق، قَالَ: كُنَّا فِي مجْلِس أبي الْقَاسِم عبيد الله بن سُلَيْمَان، وَهُوَ وَزِير، فِي يَوْم من