فَقلت: دع هَذَا عَنْك، فَوَرَبِّ الْكَعْبَة، لاسمعته مني، فضلا عَن أَخذه إِلَّا بِدِرْهَمَيْنِ.
فَقلت: الله، الله، فِي فيمرن عَليّ اللَّيْلَة مثل مَا مر عَليّ البارحة، فارحميني.
فَقَالَت: قد سَمِعت الْيَمين، وَذَهَبت لتمضي.
فَقلت: اصْبِرِي، وَجئْت إِلَى بقال كَانَ يعاملني، فرهنت عِنْده الجلمين، على دِرْهَمَيْنِ، وَجئْت بهما إِلَيْهَا، فأخذتهما، وجعلتهما فِي فِيهَا.
فَلَمَّا بدأت بالصوت، ذكرته، فَقلت: الله، الله، ردي عَليّ الدرهمين، فَلَا حَاجَة بِي إِلَى غنائك.
فَقَالَت: أَنْت أَحمَق، وَلست تعرف هَذَا الْأَمر، لَئِن لم أردده عَلَيْك مائَة مرّة مَا حصل لَك مِنْهُ شَيْء، وَجَلَست على الجرة، فغنته مائَة مرّة، أعدهَا عَلَيْهَا حَتَّى فهمته، وصرت بِهِ أمهر مِنْهَا، وانصرفت.
فساعة فارقتها، لحقتني الندامة، وَقلت: سيلحقني اللَّيْلَة أَكثر مِمَّا لَحِقَنِي البارحة، لفقد الجلمين.
فَرَجَعت إِلَى مولَايَ، فحين رَآنِي، قَالَ: هَات ضريبتك.
فَقلت لَهُ: اسْمَع مني.
قَالَ: أَي شَيْء أسمع، يَا ابْن الْفَاجِرَة، أما كَفاك مَا مر بك أمس، ووثب إِلَى السَّوْط.
فَقلت لَهُ: اسْمَع، واصنع مَا شِئْت.
فَقَالَ: هَات، فغنيته الصَّوْت.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute