للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي انتجاع ملك، فَقدمت مثريا، وَانْقطع رسل الرجل عني.

فَبَيْنَمَا أَنا أَسِير يَوْمًا بِالْقربِ من منزلي، فَإِذا ضوضاء عَظِيمَة، وَجَمَاعَة مجتمعة.

فَقلت: مَا هَذَا؟ قَالُوا: رجل من بني فلَان، كَانَ يقطع الطَّرِيق، فَطَلَبه السُّلْطَان، إِلَى أَن عرف خَبره هَهُنَا، فهجم عَلَيْهِ، وَقد خرج على النَّاس بِالسَّيْفِ، يمْنَع نَفسه.

فقربت من الْجمع، وتأملت الرجل، فَإِذا هُوَ صَاحِبي بِعَيْنِه، وَهُوَ يُقَاتل الْعَامَّة، وَالشّرط، ويكشف النَّاس، فيبعدون عَنهُ، ثمَّ يتكاثرون عَلَيْهِ ويضايقونه.

فَنزلت عَن فرسي، وَأَقْبَلت أقوده، حَتَّى دَنَوْت مِنْهُ، وَقد انْكَشَفَ النَّاس عَنهُ.

فَقلت: بِأبي أَنْت وَأمي، شَأْنك وَالْفرس والنجاة، فَاسْتَوَى على ظَهره، فَلم يلْحق.

فَقبض عَليّ الشَّرْط، وَأَقْبلُوا عَليّ يلهزوني، ويشتموني، حَتَّى جَاءُوا بِي إِلَى عِيسَى بن مُوسَى، وَهُوَ وَالِي الْكُوفَة، وَكَانَ بِي عَارِفًا.

فَقَالُوا: أَيهَا الْأَمِير، كدنا أَن نَأْخُذ الرجل، فجَاء هَذَا، فَأعْطَاهُ فرسا نجا عَلَيْهِ.

فَاشْتَدَّ غضب عِيسَى بن مُوسَى، وَكَاد أَن يُوقع بِي، وَأَنا مُنكر لذَلِك.

<<  <  ج: ص:  >  >>