وَلم يزل يقوم بِحَالهِ عِنْده، حَتَّى أَمر الْمَأْمُون بتصريف أَحْمد بن أبي خَالِد، وأجرى لَهُ الأرزاق والأنزال، وأجراه فِي الْوُصُول إِلَيْهِ مجْرى الْخَاصَّة، وقلده من أَعمال الخراسان وَمَا وَرَاء النَّهر، أعمالا جليلة، وتمكنت حَاله عِنْده.
قَالَ مُحَمَّد بن عَبدُوس: وحَدثني عَليّ بن أبي عون، قَالَ: حَدثنِي أَبُو الْعَبَّاس بن الْفُرَات، قَالَ: حَدثنِي عَليّ بن الْحسن، قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن عمر الْجِرْجَانِيّ الْكَاتِب: وَذكر من خبر أَحْمد بن أبي خَالِد وَيحيى بن خَالِد مثل الَّذِي ذكره يحيى بن خاقَان، وَزَاد فِيهِ: إِن أَحْمد بن أبي خَالِد لم يحظ من أَيَّام يحيى بن خَالِد بِشَيْء، وَإنَّهُ لزمَه عِنْد حَبسه، فَلَمَّا حَضرته الْوَفَاة زوده كتابا إِلَى الْفضل بن سهل يعْتَذر إِلَيْهِ فِيهِ من ولَايَة مَا أولاه، ويسأله مكافأته عَنهُ، وَأَنه احتفظ بِالْكتاب مُدَّة أَيَّام الرشيد، وصدرا من أَيَّام مُحَمَّد، وَسَاءَتْ حَال أَحْمد بن أبي خَالِد، وَعظم فقره جدا، واشتدت عَلَيْهِ العطلة والخلة، فَلَمَّا أنفذ مُحَمَّد الْأمين عَليّ بن عِيسَى بن ماهان لمحاربة طَاهِر؛ عمل أَحْمد على اتِّبَاع عسكره.