الإبل ويوم صرام الثمار من النخل. وفي القرآن:{فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ}[القلم: ٢٣]، وكان أهل الشح لا يسمحون ببذل ذلك الفقراء؛ ولذلك سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أهو ممن يجود بذلك أم يشح؟ ».
والبحار جمع بحرة -بفتح الباء وسكون الحاء- وهي الأرض المنخفضة. والمراد بها هنا حرتا المدينة. وإنما جمعها مع أن للمدينة حرتين إطلاقًا لاسم الجمع على المثنى. مثل قوله تعالى:{فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَ}[التحريم: ٤]. وليس هو جمع بحر؛ إذ ليس بين المدينة وبين منازل الأعراب بحر. والمدينة يثرب تسمى البحرة لوقوعها في بحرة كما جاء في حديث طويل ذكر في تفسير آل عمران [٦: ٥٠، ٥] وفي اللباس والأدب والطب [٨: ٥٧، ٦]، [٧: ١٥٩، ٢٠]: قول سعد بن عبادة للنبي - صلى الله عليه وسلم - في الاعتذار عن عبد الله بن أبي بن سلول:«لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك وقد اصطلح أهل هذه البحرة على أن يتوجوه ويعصبوه» إلخ.
وتسمى البحيرة بالتصغير كما ورد في رواية في حديث سعد بن عبادة المتقدم. وفي كتب السيرة في ذكر خبر الهجرة أن بني سالم قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: «أقم عندنا في العزة والمنعة، كان الرجل من العرب يدخل هذه البحيرة خائفًا فليجأ إلينا».
ونظير ذلك تسمية مكة بـ «الوادي» لوقوعها في واد بين جبلين.