للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات (١) مميلات

مائلات (٢)، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة (٣) لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا" (٤).

(ب) شروط لباس المرأة المسلمة، وهي ثمانية (٥):

الشرط الأول: أن يستر جميع البدن، إلا أنه اختلف في الوجه والكفين:

قال الله تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} (٦).

وقال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما} (٧).

واعلم أن العلماء قد اتفقوا على أنه يجب على المرأة أن تستر جميع بدنها، وإنما حصل الاختلاف -المعتبر- في الوجه والكفين.

* فذهب طائفة من العلماء إلى أنه يجب عليها ستر وجهها وكفيها:

واستدلوا لذلك بجملة أدلة منها (٨):

١ - قول الله تعالى: {وإذا سألتموهن متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب} (٩).

وقد نزلت الآية لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش ودعا القوم فطمعوا ثم


(١) أي: يكشفن شيئًا من أبدانهن إظهارًا لجمالهن، أو يلبسن ثيابًا رقيقة تصف ما تحتها.
(٢) أي: متبخترات في مشيتهن، مميلات أكتافهن، أو مائلات إلى الرجال مميلات لهم بما يبدين من زينتهن.
(٣) يجمعن الغدائر فوق رؤوسهن فتشبه أسمنة الإبل.
(٤) صحيح مسلم (٢١٢٨).
(٥) انظر «جلباب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة» للألباني (ص ٣٧) وما بعدها.
(٦) سورة النور: ٣١.
(٧) سورة الأحزاب: ٥٩.
(٨) انظر «جامع أحكام النساء» لشيخنا - حفظه الله - (٤/ ٥٠٥) وما بعدها.
(٩) سورة الأحزاب: ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>