للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرجوا وبقي منهم رهط أطالوا المكث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فحرج النبي صلى الله عليه وسلم وزينب معه ثم دخل مرارًا كي يخرجوا، فنزلت الآية فضرب بينهم وبينه سترًا (١).

فقال الموجبون لستر الوجه: إن هذا الخطاب يدخل فيه النساء جميعًا لاشتراك الجميع في العلة وهي طهارة القلوب.

٢ - قوله تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما} (٢) وفسروا الإدناء في الآية بستر جميع الوجه وإظهار عين واحدة تبصر بها.

٣ - حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان" (٣).

ومعنى استشرفها الشيطان: زينها في نظر الرجال.

٤ - حديث الإفك وفيه: " ... وكان صفوان بن المعطل السلمي، من وراء الجيش، فأدلج عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي ... " (٤).

٥ - حديث أسماء بنت أبي بكر قالت: "كنا نغطي وجوهنا من الرجال، وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام" (٥).

* بينما ذهب طائفة أخرى من العلماء إلى أنه يجوز كشف الوجه والكفين، وأن سترهما مستحب وليس بواجب، واستدلوا لذلك بجملة أدلة ومن ذلك (٦):

١ - قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} (٧) فقالوا: {إلا ما ظهر منها} أي: الوجه والكفين (٨)


(١) سبب النزول هذا أخرجه البخاري (٤٧٩١)، ومسلم (١٤٢٨) من حديث أنس بمعناه.
(٢) سورة الأحزاب: ٥٩.
(٣) الترمذي (١١٧٣)، وابن خزيمة (٣/ ٩٥)، والطبراني في الكبير (١٠١١٥) وهو صحيح.
(٤) البخاري (٤١٤١)، ومسلم (٢٧٧٠).
(٥) مستدرك الحاكم (١/ ٤٥٤) بسند صحيح.
(٦) انظر «جلباب المرأة المسلمة» للألباني.
(٧) سورة النور: ٣١.
(٨) اختاره الطبري في «التفسير» (١٨/ ٨٤) وفي الآية أوجه أخرى: فقيل: إلا ما ظهر بغير قصد منهن، وقيل: الثياب، وقيل: الكحل والخاتم والسوار وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>